جهاد أيوب / حمزة الحاج حسن فارس الصورة المقاومة حقق حلمه ورحل
كاتب الموضوع
رسالة
tanios andraos
المدير العام
عدد المساهمات : 968
موضوع: جهاد أيوب / حمزة الحاج حسن فارس الصورة المقاومة حقق حلمه ورحل الأربعاء أبريل 16, 2014 4:34 am
حوار الصدفة مع القلب الضاحك الشهيد الذي طلب الشهادة وفعل الكتابة
· وتكالبت الساعة على الزمن فجمدت لحظات البطل وتركتنا نسبح في بئر الخطيئة التي تسمى الحياة!!!
بقلم|| جهاد أيوب
"بعد أيام سأعود إلى سورية أطلب منك أن تقوم بواجب الدعاء لي كي استشهد، ولا تنسى الكتابة عني إذا استشهدت"...هذا ما طلبه مني الصديق الضاحك والوفي والإعلامي الحالم حمزة الحاج حسن لحظة خروجي من سيارته في الـ 12.30 ليلاً مساء الخميس الماضي وقبيل استشهاده بأيام سهرة رائعة بدأت بعد صلاة العصر وانتهت مع تسليم الليل أوراق اعتماده إلى نهار جديد...
المشوار كان غنياً في حضرة صديق لم اشاهده منذ أشهر، فتنقلاته وعمله وتغطياته في الوطن وخارجه كثيرة، يضاف إليها الغاء أكثر من موعد كان أخرها يوم طُلب منه أن يجري حواراً مع الزميل الكبير طلال سلمان...أتصل من دار السفير معتذراً وفرحاً معاً لكونه سيحاور شخصية يحترمها، وحددنا الموعد وكان أخر المشاهدات... وبحضرة "الوتس أب" وفي تمام الساعة 12.17 من صباح يوم استشهاده أخبرني بأنه في معلولا وحينما ينتهي سنتحدث مطولا، وطلبت منه أن يصور المنطقة لكونها تتمتع بطبيعة خلابة...وصمت الهاتف والبوح عن البوح، وتكالبت الساعة على الزمن فجمدت لحظات البطل وتركتنا نسبح في بئر الخطيئة التي تسمى الحياة!!!
سامحني يا صديقي الشهيد فلقد خيبت أمالك لأنني تأخرت في الكتابة عنك والواجب من طلب مني أن أكتب عنك وحولك وفي استشهادك، وشهادتك مع زملاء الدم الطاهر تفرض الصمت العميق وما ابلغه حتى نخط كلماتنا عنكم بتبر الذهب...
لقد تجمد فكري وذاب حبري ليصبح دمعاً، هناك حيث تسامرنا فاحت عظمة الشهادة التي انتظرت، هناك في لحظة عابرة فتحت أبواب السماء وأمامك رفعت يدي وتوسلت من الله أن يمنحك الشهادة، هناك فاضت أريحيتك بإلقاء أجمل قصائدك التي تكتبها و تحفظها غيباً، كم كنت غزيراً في الصور وكم كنت رومانسياً في العبر والمعنى...تبادلنا القاء الشعر والنثر، حينها قلت لي:" حلمي أن أنجز الماجستير في الإعلام، وأن أقوم بإعداد وتقديم برامج ثقافية تخاطب الشباب وتلقي الضوء على ماضينا، وتكون أنت أول ضيوفي، وسأحاورك كما لم تحاور، وسأخطف منك الأفكار والأجوبة المشاكسة.."!!
تحدثنا عن واقع الإعلام العربي واللبناني، وفاض بالحديث عن اعجابه بمهنية صديقته الزميلة بثينة عليق، وكيف انها صنعت وفرضت نجومية مشعة كما وصف جراء عملها في إذاعة "النور"، وأبحر في حبه لمزيد من تعلم الإعلام وبأنه لن يقف عند الماجستير أبداً، وحينما وصلنا إلى قناة "المنار" تنهد وصال وجال بعد أن سمع نقدي ووجهة نظري، وسأل عن سرها في حب الناس لها رغم ملاحظاتنا الكثيرة، وما ينقصها وما لها وما عليها، وقدم وجهة نظر ثاقبة، كان مستمعاً من الطراز المسؤول ، وأيضاً طلب مني أن أكتب عن مدير عام القناة الحاج عبدالله قصير : " أنا أعلم عمق صداقتك فلماذا لا تكتب وتنصفه؟ لماذا تصرفوا معه هكذا؟ ولماذا لم يُكتب عنه ما يستحق أن يقال عن شخصية غنية وطيبة؟...وعدته، وأصر أن يذكرني بطلبه أكثر من مرة...أنا أنتظر منك مقالة عن الحاج عبد الله"!!
"هل تعلم يا صديقي أن أهلي لا يحبون الإعلام، ولم يقتنعوا بعملي في البداية ورفضوه كلياً، وطلبوا مني أن أدخل كلية الطب، وفعلاً دخلتها، ودرستها مع الإعلام لمدة سنة ووعدتهم بأنني استطيع أن ادرس الإعلام والطب معاً، ووصلت إلى صعوبة تحقيق ذلك، أهلي يحبون العلم البعيد عن الإعلام وتحديداً الطب والصيدلة...اليوم أهلي يفخرون بي، ويسعدون بما أنجزته مع أن تجربتي متواضعة، ويخافون ويحبون ويفرحون ويثقون بي وبعملي...أنا فرضت عليهم الإعلام وأقنعتهم بعد سنوات من ان الإعلام هو عالم مشع .."... بهذه العبارات مع ابتسامة تحدث عن اسرته التي يحب، وحينما سألته عن العاطفة والزواج أشار إلى أن هنالك علاقة شرعية ومحترمة مع فتاة مؤمنة وقريباً سيخطبها، وهو على استعداد تام لخوض تجربة الزواج...
حمزة الحاج حسن و المصور محمد منتش”و التقني حليم علاوه فرسان الإعلام الملتزم والحقيقة التي يفتقدها الكثير من إعلام الهمج التكفيري وإعراب صهاينة البوح، وما يغنيهم في شهادتهم أنهم سقطوا أرضاً في اسبوع الام السيد المسيح وعلى أرض تنطق بلغته وتعيش في ظله وأنفاسه، رصاصات الغدر والجهل هي التي اغتالتهم ولكنها أخطأت العنوان، اعتقدوا بكفرهم سيقضون على لغة العين المحقة، إنهم لا يعرفون معنى الإيمان ولا نور الرب ولا الحرية أو الحقيقة لذلك حمزة ورفاقه واحة تصفع القاتل ومن يفكر عنه، فدماء أمثالهم من تلاميذ كنوز اهل بيت محمد وبوشاح المسيح أوضعتهم في مراتب عالية في الدنيا وفي معنى الشهادة وفي جنة الخلود...حمزة سأفتقد صديقاً مبتسماً مشعاً ومتأنقاً في حديثك ورأيك وأحلامك التي ترجلت مع استشهادك...سامحني...
جهاد أيوب / حمزة الحاج حسن فارس الصورة المقاومة حقق حلمه ورحل