جهاد أيوب / الدراما العربية لـ رمضان 2015: سلق بيض!! (4من 5)
كاتب الموضوع
رسالة
tanios andraos
المدير العام
عدد المساهمات : 968
موضوع: جهاد أيوب / الدراما العربية لـ رمضان 2015: سلق بيض!! (4من 5) الإثنين يوليو 13, 2015 5:04 pm
ملامح الفنان السوري: القلق والخوف والتشتت • " 24 قيراط" ضعيف وعابد فهد غير مقنع و"عناية مشددة" انقذت الدراما السورية مع ملاحظات • "شهر زمان" ممتع ونجدت أنزور مدرسة و"صرخة روح3" عمل جنسي شبقي • "بنت الشهبندر" ظلم و"دنيا2" لم يوفق و"باب الحارة7" متابع رغم سذاجته "غداً نلتقي" يتأمر على النازحين و"حرائر" متعة بصرية وتمثيلية • انقسمت الدراما السورية بين داخلي عميق وواقعي ولكن وخارجي هجين مسيس غير مقنع • الدراما السورية ليست بأفضل حال ولا تجد من ينافسها عربياً
بقلم|| جهاد أيوب
" 24 قيراط" - كان قد عرض على المخرج سعيد الماروق لكنه رفض لأسباب إنتاجية، وقيل أن رفضه يعود إلى تدخل المنتج في اختيار فريق العمل- سيناريو وحوار ريم حنا ومن اخراج الليث حجو، بطولة عابد فهد وسيرين عبد النور وماغي بو غصن وتقلا شمعون، هذه المجموعة كفيلة بإنجاح أي عمل ولكن في حال تشتت النص وعدم العمق في الشخوص يفقد من بريق العمل حتى لو كان المخرج بحجم الليث، للأسف النتيجة ليست مقنعة فعابد فهد هو الأضعف، اعتمد على تجاربه السابقة بالشكل بينما بالمضمون لم يستطع لفت انتباهنا لأن الشخصية فلتت منه وهرولت خارج الحدث، وماغي بو غصن في اجمل أدوارها، و تفوقت على من راهن على فشلها، و سيرين عبد النور اجتهدت ونجحت نوعاً ما لكنها لم تعطي الشخصية ما يجعلها تتفوق، احياناً شعرنا أنها تمثل رفع عتب. عناية مشددة المنقذ
"عناية مشددة" نص علي وجيه ويامن حجلي، و من اخراج احمد إبراهيم احمد، بطولة عباس النوري وايمن رضا وفادي صبيح وأمانة والي، هذا العمل انقذ الدراما السورية رغم العديد من الملاحظات، وقدم وجبة فنية ناضجة صورت المعاناة السورية بذكاء وبتشريح للواقع الدموي الجديد على سورية، لم يعش العمل الانفصام بل دخل إلى الحدث معتمد على بنية درامية واعية لأزمة أحرقت كل أحلام الناس، و رؤية مخرج تستحق الثناء، وقدرة ممثلين اعادوا إلى أذهاننا ما قدم في الدراما السورية منذ عشر سنوات رغم الأحزان الباينة على الوجوه، ذكاء في كتابة النص والحوارات، وقد يكون عباس النوري في هذا العمل قدم دوراً ثاقباً وغنياً يعيده إلى القمة بعد تواضع أكثر من عمل له العام الماضي، عباس يضيف إلى العمل ويطور ابعاد أي شخصية يؤديها، ودائماً يشكل الحلقة السرية في نجاح أدوار غيره، هو قيمة تستحق الثناء.
"بانتظار الياسمين" تأليف أسامة كوكش وإخراج سمير حسين، بطولة سلاف فواخرجي وايمن رضا وغسان مسعود.. عمل يستحق المتابعة والمناقشة الإيجابية، فيه كم كبير من الصدق والقليل القليل من الحكاية الافتراضية، والأجمل هذه المنافسة في الأداء التعبيري بين الممثلين تحديداً بين سلاف وغسان ..عمل يفرض المشاهدة لكونه نقل العذاب السوري وتشتت الوطن وأوجاع المهمشين بصدق دون السياسة التي تفرق، حاولوا تجميع المشتت في المواطن والوطن ونجحوا. "شهر زمان" تأليف وإخراج أحمد قنوع، بطولة عباس النوري، وريما قندلفت، عمل يستحق المتابعة، فيه خلطة سورية غاية بالتشويق عن واقع اليم، و"امرأة من رماد" لنجدت أنزور، من بطولة سوزان نجم الدين، رغم محاربته إلا أنه علامة فارقة في نقل الواقع السوري المستجد، ومحاربته الطائفية المريضة، نجدت قيمة ومدرسة اخراجية متفوقة باحثة مجربة بعلم، يسير عكس كل التيارات ويتميز، وسوزان هنا تختلف عن كل ما قدمته، هذا العمل لولا الكيد السياسي لكان الأول عربياً، بينما نجد في "صرخة روح 3" كتابة ناديا الأحمر وعنود الخالد وهبة نوفل وإخراج مروان بركات وبطولة بسام كوسا وعباس النوري وعبد المنعم عمايري وهبة نور، نجد الإصرار على مشاهد جنسية لا تخدم الحدث بقدر خدمة التسطيح والعبط في تضخيم الخيانات التي نجدها جراء هذا العمل خلف كل نافذة، عمل لا يصلح لأن يقدم في شهر رمضان، ولا يصلح إلا في أوقات ما بعد منتصف الليل، نحن لا نقول أن مجتمعنا افلاطونياً وفاضلاً ولكن الخصوصية تفيد وتميز وتجعل من أي طرح قابلاً للنقاش، هذا العمل اُشبع بخيانات وبأمراض نفسية لا حاجة لفرضه رمضانياً ولا حاجة لتعداد اجزائه التي تتشابه ...ومسلسل "بنت الشهبندر" بطولة القدير والمخضرم رفيق سبيعي والقديرة منى واصف وقصي خولي وسلاف معمار وقيس الشيخ نجيب وسميرة بارودي وفادي إبراهيم، اخراج سيف الدين سبيعي، كتابة هوزان عكو، تناول العمل احداث مدينة بيروت خلال انحلال الاحتلال العثماني من عام 1880 إلى عام1912، احداثه ذكرتنا باستشراف الحرب الأهلية اللبنانية 1975، كأن التاريخ يعاد في وطن تنخره الطائفية، الغريب أن هذا العمل من افضل ما قدم ولكن لم يكتب له الانتشار والإعلان الكبير، عمل قيمة تاريخية لمرحلة حساسة مر مرور الكرام، ربما بعد شهر رمضان سيكون له الوقع الأكبر.
"دنيا2" فكرة امل عرفة التي حاولت استثمار النجاح الجماهيري الكبير للجزء الأول، إلا أن الخلافات التي نشبت بين كتابه امل وعمار مصارع وعبد الغني بلاط ووصلت إلى المحاكم أضرت باستمراريته أنداك، اليوم اعادت صاحبة الفكرة استثماره وكتابته مع سعيد الحناوي إلى جانب مخرج العمل زهير قنوع، من بطولة شكران مرتجى وايمن رضا، العمل خف قلقه وتهاوى مستواه عما كان عليه في الجزء الأول، وحاولت دنيا أن لا تستخدم تداعيات البعد الدرامي للجزء الأول مع المحافظة على الشكل فقط فخسرت الكثير من بريق العمل ومصداقيته وعفويته، ومع أن العالم تغير إلا أن دنيا ومحيطها خارج سرب الزمن والعمر.. لا خلاف على تفوق أمل عرفة، وشكران مرتجى المتفوقة أينما وجدت، ولكن في "دنيا 2" النتيجة لم تكن مشجعة، ولا يزال الجزء الأول اعمق افضل اضحك واهم نصاً واخراجاً واستغلالا للممثلين، في المقابل نجد "باب الحارة 7" كتابة عثمان جحا وسليمان عبد العزيز ومن اخراج عزام فوق العادة واشراف بسام الملا يفتقر لأن يكون كوميديا أو تراجيديا، وابرز نجومه عباس النوري وصباح الجزائري وأيمن رضا، حاول السيناريو في هذا الموسم ان يقحم الاحداث التاريخية الحقيقية لثلاثينات القرن الماضي ليصبح العمل اكثر واقعية ويبعده عن الدراما السطحية المغرق بها فكانت النتيجة مضحكة تخلوا من الابعاد الواقعية ، فقط خف الصراخ وكثرت عودة الأموات والضحك على المشاهد وعدم احترامه واعتباره سلعة يفرض عليه ما يشاء إلا أنه أي المشاهد استغنى عن خدمات "باب الحارة" وذهب لمشاهدة غيره. "غداً نلتقي" تأليف أياد أبو الشامات ومشاركة المخرج رامي حنا، بطولة عبد المنعم عمايري وضحى دبس وكاريس بشار وعبد الهادي الصباغ ومكسيم خليل.. يبتعد النص عن الحالة الواقعية للنازحين السوريين في لبنان رغم ادعائه عكس ذلك، وصر فرقه على التمني وليس الواقع، ساخر حتى الوجع في تصوير الفقراء الباحثين عن فرصة، هجين في طرحه، زكزكات سياسية سخيفة ضد النظام السوري افقدت العمل الكثير من مصداقيته متجاهلاً داعش الواقف على باب الكاميرا، ويصر أن هنالك معارضة مع أن الذاكرة حية وكأن الزمن ليس واقعياً في عمل يتشدقون بواقعيته فخرج عنصرياً ركيكاً يستغل أوجاع وظروف السوريين، وحاول المخرج أن يستخدم اضاءة خافتة في المشاهد الداخلية للدلالة على حجم التعب والارهاق لكن ما كل ما يتمناه المخرج يصيب، أما أداء الممثلين فحدث دون حرج من عصبية ليست في مكانها، وحوارات لا يعرف ما المقصود منها، وجري في أماكن لا علاقة لها بالقصة ..عمل يشبه بتخمة سياسة عربية فاشلة اعتادت الأنظمة الديكتاتورية تسويق سخافة سياستها برؤية ساذجة في نص يتحايل على الحقيقة فيقع في شرك الغباء ومخرج لا يؤمن بالرؤية الاخراجية!!
"حرائر" عودة موفقة للمخرج المتمكن وصاحب الرؤية باسل الخطيب، تأليف عنود الخالد، بطولة سلاف فواخرجي المتألقة والمتفوقة والمتمكنة، وأيمن زيدان في أجمل أدواره والتي تطلبت جهداً واضحاً، ومصطفى الخاني في أحسن أدواره، وصباح الجزائري الخميرة الرابحة دائماً، "حرائر" متعة بصرية ومتعة بالتمثيل.
جهاد أيوب / الدراما العربية لـ رمضان 2015: سلق بيض!! (4من 5)