الدراما العربية 2014 خيانات متنوعة
وصراخ ومشاهد مركبة لقصص مكررة ومملة!!
• غاب التاريخي والكوميدي والمرأة العربية هي الشيطان الأكبر تصنع المكائد وتفعل المعاصي وجارية الرجل
• النجمات اللبنانيات تفوقن على الجميع وحصدن التميز في الأعمال المشتركة
• قُبل خفيفة واحضان سريعة ورومانسيات على الواقف وإغراءات جنسية عبيطة غير مبررة !!
• التنافس جاء عبر كادر موفق لمنظر جميل وديكورات ضخمة وحاشية خدم وتنوع في الطعام المتخم!!
• "بقعة ضوء 10" و"ضبوا الشناتي" انقذا السوري و " 10 عبيد صغار " ينافس نفسه لبنانياً بتواضع و المصري رغم كثافة انتاجه لا يزال مربكاً و"ثريا" تمايز خليجياً ولكن!!
• مكياج نجمات سورية كثيف ومخيف وتحديداً نسرين طافش كأنها دمية!!
• بسام كوسا في "الغربال" يؤدي دور الشرير رفع عتب!!
• "رعود المزن" عمل بدوي اردني يتيم حقق نسبة عالية من التميز والمتابعة
• المخرج الليث حجو يبقى المتجذر في الفهم الدرامي بكل أنواعه
• "تذكرة داوود" وجبة كوميدية نظيفة تقدم داوود حسين في أجمل أدواره الهادفة
• أخطاء تاريخية معيبة وتحديداً في " سرايا عابدين" و"صديق العمر" وحدث ولا حرج!!
• "اتهام" النص الأفضل لـ كلوديا مرشيليان وميريام فارس مفاجأة ومخرج يدرك حركة شخوصه ومشهده
• فشل مريب لـ جمال سليمان في تأدية شخصية جمال عبد الناصر شكلاً ومضموناً
• قنوات MBC وحواس وأبو ظبي احتلت المراتب الأولى في المنافسة الرمضانية
• "ملح التراب" لا يتحمل النقد و"سرايا عابدين" نسخة مشوهة عن التركي "حريم السلطان" و "لو" كاد أن يكون الأفضل
• عادل امام فقد حضوره وأضاع الكثير من الشخصية وحصد ربع ميزانية "صاحب السعادة"
• "سيرة حب" تقليد جاذب للدراما التركية و"سرايا عابدين" شوه "حريم السلطان "في نص مفبرك ومفكك
• "كلام على ورق" لا يصلح للشهر الفضيل رغم نجاح وتميز هيفاء وهبي
• " 10 عبيد صغار" لم يقنعنا وأضحكنا ولم يرعبنا وهذا ما تحتاجه الدراما اللبنانية
• لا تزال الأعمال الكويتية صمام أمان الدراما الخليجية
بقلم|| جهاد أيوبتستعرض "" رؤية نقدية لمجمل ما قدم في شهر رمضان من أعمال درامية عربية وتحديداً في الدراما السورية والمصرية والخليجية واللبنانية والأردنية أملين أن نوفق في السرد والمتابعة ووضع النقاط على مشهد يتكرر كل عام بحجة المشاركات المسجونة في شهر يتيم من السنة، وترك ما تبقى من شهور في التنظير والانتقاد وتقديم ما هو متوسط الجودة والنوعية، مع ان في هذا الشهر نجد الكم الدرامي على حساب النوعية المفيدة، والغريب أن القائمين على لعبة المسلسلات لم يتمكن أحدهم من اعتبار أن المنافسة تكون طيلة السنة، ونظراً لهذا المرض تاهت الأعمال الجيدة بفوضى العرض على حساب الخدمة الإعلانية في الإعلام لتصبح النتيجة سرعة في التنفيذ وصورة مشوشة وأداء عصبي وتوزيع محدود...
لم توفق الدراما العربية لهذا العام 2014 في منافسة ذاتها أو منافسة المونديال الذي تفوق عليها بضربة جزاء واحدة جعلته المُتابع الأول رغم تواضع لعب الفرق الرئيسية، ومع ذلك استقطب الحماس والمشاهد والنقاش والبحث، بينما أغرقت الدراما بكل أنواعها والوانها بفوضى الاختيار وسلطة اللهجات التي كانت ممنوعة ومطلوبة خلال تسلط بعض الأنظمة في محيطها، ومع اهتزاز عروش هذه الأنظمة فرضت المشاركات حضورها بسبب الهجرة وتواضع سعر النجومية التي خفت بريقها فكانت النتيجة فاكهة مركبة ومربكة قلقة وغير منافسة، وما كان يدفعه المنتج في سعر النجم سابقاً من أجل لم الشمل تلاش مادياً وحصل على الموافقة بأسعار متواضعة من أجل المشاركة، لذلك نجد أكثر من نجم بأكثر من عمل والنتيجة تحجيماً لنجوميته وتواضعاً في الأداء والمنافسة ولهجات مقحمة غير مبررة في آسرة واحدة، وغياب لفهم أن الدراما عملية إنسانية متفوقة في دراسة الحدث والمحدث وابتكار ما ورائيات الواقع وأبعاد المخيلة، فانحصرت أعمال الدراما العربية بلغة لا توافقية بين العقل واللاعقل والهروب من الذاكرة المؤلمة الحق، ومن هرب من الرؤية التي تقدم حلاً أو صفعة تجعل المتلقي يستخدم فكره بحجة الهروب من الغوص بأحداث مصيرية في واقع متغير، ومنها من أجل سماسرة السوق والتوزيع، وأخر من أجل كذبة الحرية المفرطة، والأخطر الفقر الذي ظهر في غالبية الأعمال لحركة اللعبة الدرامية فلم نجد دراما اجتماعية بقدر ما هي صورة لفانتازيا الواقع، ولا دراما الإحساس بل تشنجات، وهي دراما معقدة من البرجوازية والاوغسطية والتعريض مما أوقعت نفسها بدراما الحدث الشعبي الغرائزي بشخصيات مكررة ومفلسة ليس أكثر، وهذا أضعفها في عام حدثت فيه متغيرات على كل الأصعدة!
كما لا بد من الإشادة بأداء نجمات لبنان خاصة هيفاء وهبي، وكارمن لبس وسيرين عبد النور والوجه الواعد في التمثيل المغنية ميريام فارس وندين نجيم.. لقد ربحن الرهان، وحققن مساحة لهن من خلال دراسة متأنية في لعبة التمثيل بعيداً عن الإغراء الذي رافق بعضهن في عالم الغناء ، وخطفن الأضواء من الجميع رغم مشاركتهن مع نجمات عربيات كبيرات من مصر وسورية وذات تجربة كبيرة ومثمرة.
ونشير إلى أن بعض القنوات الفضائية العربية كانت خارج المنافسة في هذا الشهر الرمضاني رغم عشوائية تقديم البرامج خاصة في المصرية، وادعاء الاهتمام في اللبنانية منها "المنار" و"المستقبل" و" OTV" و"الجديد"، وشبكة برامجية غريبة عجيبة في السورية " قناة الدراما السورية"، وأما الخليجي فاعتمد على نظام البركة وتحديداً "الكويت" و "السعودية" و"البحرين"، ولا تزال MBC متفوقة على الجميع في معرفة الاختيار والعرض والتسويق، وتحافظ على نجاحها في شهر رمضان، تليها قناة " حواس" ومن ثم "أبو ظبي".
سمات الضعفالخيانات الزوجية والاجتماعية هي الطاغية على نتاجات هذا الموسم رافقها مشاهد الصراخ والأداء العصبي والتشنجات الدائمة، والنمطية في فهم المشهد عند الغالبية وتحديداً في أداء النجوم الكبار مما جعل الحوارات مركبة وصناعة أنية تخدم طلة النجم ولا تفيد العمل والفكرة رغم تكرار القصص التي أوصلتنا إلى متابعات مملة تفرض علينا معرفة ماذا سيحدث في ابعاد درامية خاوية من الأكشن والتشويق، ومن أجل لزوم الانتشار كانت القُبل كثيفة وعشوائية، وأحضان خجولة لكنها حاضرة.. قُبل خفيفة الوقع لا تفيد المشهد، واحضان سريعة تمر من غير اهتمام، ورومانسيات على الواقف وإغراءات جنسية عبيطة غير مبررة، والأخطر كثافة الحوارات المحشوة والممنتجة بأسلوب بدائي فيه جهل المهنة وهذا قدم مشاهد مركبة لقصص من هنا وهناك وصولاً إلى النصف من رمضان حتى ظهرت القصة الأساسية وكل ما عرض قبلها في العمل الواحد لا قيمة له، وكأن الدراما العربية بكل فصولها تنطلق "التو" دون أي أثر لتجربة الماضي، ربما يعود هذا المرض العضالي إلى عقدة النجومية و"أنا أو لا أحد" وتحديداً في المصري وأحياناً في الخليجي الذي يصر على انه خارج الدائرة وبعيداً عما يحدث في محيطه بحجة ثرائه، أو استسهال اللعبة مصحوباً بعقدة التواجد اللبناني، أو هجرة النجوم وتشتت أفكار البعض لقناعات سياسية مريضة تحاصرها عظمة الفهم في السوري، وهذه الحالة هي شراكة مع الجميع، وما يقال عن هذا ينطبق على ذاك، والعجيب هذا العام شبه اتفاق في أغلب ما عرض حول صورة النساء العرب التي قدمت بشخصية المرأة المهزوزة والخادمة والساذجة لا تفكر، وهي الشيطان الأكبر تصنع المكائد وتفعل المعاصي وجارية الرجل، ولا تستخدم فكرها إلا في خراب البيوت العامرة، وفي بيتها هي مجرد كرسي لا دور لها، سابقاً قدمت على هذا المنوال في بعض الأعمال الشامية، أما هذا العام فأغلب ما عرض تعامل مع المرأة كسلعة رخيصة وحاقدة وغبية يضاف إلى ذلك إظهارها بطريقة تخدش البصر وبعيدة عن الأخلاق!!
لذلك الحديث عن الدراما العربية 2014 حالة عامة وليست فردية بمجملها مع بعض التحفظ، و التنافس جاء عبر كادر موفق لمنظر جميل وتحديداً في الأعمال التي اعتمدت على المشاركات المصرية واللبنانية، وديكورات ضخمة في المصري، وحاشية خدم وتنوع في الطعام المتخم الذي لا يفارق المشاهد في السوري والمصري أيضاً!!
وللمونتاج حكايات أخرى فيها الكثير من العبط وتحديداً في الأعمال اللبنانية والمصرية والخليجية، مشاهد مركبة ومربكة، فواصل لا علاقة لها بالمسلسل، أحداث غير مترابطة، المجاميع تختلف بأزيائها وبالإضاءة وبالديكور في المشهد الواحد، أما الأخطاء التاريخية وتحديداً في " سرايا عابدين" و"صديق العمر" معيبة لكون فصول احداثها لا تزال تعيش بين صفحات المصريين .. وحدث ولا حرج!!
وغاب عن دراما الجميع الأعمال التاريخية، وتم الاكتفاء بمسلسل كرتوني " عجائب القصص في القرآن" بصوت نخبة من الممثلين المصريين أهمهم يحي الفخراني، و " باب المراد" عن حياة الإمام محمد الجواد، ورغم الإنتاج الإيراني الضخم، والاستعانة بنجوم من لبنان والعراق والبحرين وفلسطين وسورية لم تكن النتيجة مشجعة، فهو عبارة عن نص ذهني مباشر وأداء مبتور ومشاهد تائهة بين الداخلي والخارجي بلغة فصيحة فضفاضة لا تنسجم مع تطلعات العمل الدرامي المعاصر، ولا تتنبه إلى ان نقل أحداث الماضي المهم تحتاج إلى لغة واعية تشبه العصر لا أن تكون خشبية غائبة عن الوعي مما تبقي الصورة في الأداء الإذاعي، وهذا الأخير تطور لصالح عصره، العمل رغم أهمية فكرته ممل يحتاج إلى كتابة سيناريو مختلف بوعي وبمسؤولية تتصالح مع العصر وليس الخوف من صاحب الحدث، ومخرج يدرك الزمان والمكان وأداء اللحظة وحركة الكاميرا!!
السوري والهجرة هجرة نجوم سورية أضاع الكثير من بريق الدراما، وقلل من الإنتاج الخاص حيث تقلص عدد المسلسلات السورية لهذا العام ليصل إلى 23 عملاً فقط، ومشاركة قطاعات الدولة في لعبة الإنتاج انقذ الموقف، وجعلت من بعض نجومها البقاء في الوطن والاكتفاء بما تيسر، أما من هاجر فكان همه التواجد الكثيف ليقول:" أنا هنا انتبهوا"، لكن النتيجة لم تكن جيدة، والمثال على ذلك الفنان المميز عبد المنعم عمايري الذي شارك في العديد من الأعمال افضلها "خواتم"، ونظراً لعدم السخي الإنتاجي غابت الدراما التاريخية والكوميدية والدراما المعاصرة لتحتل مكانها حكاية الحارات الشعبية بأحداث افتراضية متخمة في لعبة مكررة ومملة تكاد تكون كل الاعمال نسخة ساذجة عن " باب الحارة"، ولا ننسى مرض الأجزاء المتلاحقة في الدراما السورية خاصة "باب الحارة" الذي صور منه الجزء السابع وينتظر عرضه العام المقبل والحبل على المواسم المقبلة ومصلحة الانتاج، و"صرخة روح 2"، و "سوبر فاميلي أو غيوم عائلية 2"، أما المكياج المخيف والكثيف الذي حفر على وجوه اغلب نجمات سورية كان مضحكاً ونافراً خاصة نسرين طافش حيث جعلها دمية ليس أكثر!
• "باب الحارة 6" سيد الصراخ والثرثرات وتكرار المشاهد والحبكة الغبية والفبركات العشوائية التي لا تحترم عقلية المشاهد من أجل الأجزاء المتلاحقة وخدمة لمنتج لا يعرف ماذا يحدث في العمل وهمه الإعلان والكسب المالي، والحدث فيه عودة أبو عصام "عباس النوري"، ومشاركة غير مجدية ولا تفيد البعد الدرامي بالمطلق لـ القدير أيمن زيدان - أبو ظافر - واقحام ركيك للشاب الموهوب معتصم النهار، ومع ان العمل في الجزء السادس لا يزال يعتبر أن المشاهد أكثر غباء، فتعامل معه بسذاجة وأقحم الأحداث بعشوائية حوارية كمية الصراخ فيها تتزايد تاركاً البعد الدرامي جانباً، وجعل الممثل مجرد من العمق والحس بل صورة تتحرك في دائرة محدودة وضيقة، إلا أن تطفل المشاهدين جعله الأكثر مشاهدة مع تعليقات ساخرة وقاسية، و انتشاره عربياً للأسف شكل عقدة عند غالبية العاملين في الدراما السورية وتحديداً الأعمال الشامية، وهو المنطلق لها وهذا ما شاهدناه في كل ما قدم من أعمال مشابهة هذا العام وربما العام المقبل خاصة في "رجال الحارة" و "الغربال" رغم مشاركة نجوم الصف الأول وأهمهم عباس النوري وأمل عرفة مع ان دورهما لم يكن ملفتاً أو حدثاً ولا ينسجم مع موهبتهما، والنتيجة كانت كأننا لا نزال نتابع "باب الحارة" وتحديداً أداء بسام كوسا، والذي لم يقم بأي جهد كي يقنعنا بأنه يمثل دور المجرم، وجاءت النتيجة رفع عتب تمثيلي لا تشبه موهبة بسام!!
• "بقعة ضوء 10" العمل الوحيد في الدراما العربية دخل الأحداث المعاصرة وصور وانتقد وناقش وجابه ما أصاب سورية والعرب، وخاض بكل شاردة وواردة بتقنية الممثلين باسم ياخور وأيمن رضا وأمل عرفة وعبد المنعم عمايري، وحرفنه الكتابة التي اقتنصت المواقف وتداعياتها في قالب انتقادي لاذع، والغريب أن قناة "المنار" عرضته دون حذف للمشاهد السياسية المباشرة والتي لا تنسجم مع سياستها، يجاريه بأبعاد درامية مدروسة وغاية في الروعة "ضبوا الشناتي" للمخرج المبدع والمتجذر في الفهم الدرامي والوطن الليث حجو، وكتابة المختلف دائماً والمنطلق من واقع يفهمه عبر الكوميديا السوداء ويعرف فصولها بذكاء ممدوح حمادة، وهذا العمل تحفة فنية غاية بالتشويق والانتباه مع أداء متقن ومتفوق للقديرة أمل عرفة والمختلف بسام كوسا والمميز أيمن رضا والواثقة ندين تحسين بك، والخطير فايز قزق، والمدهشة ضحى الدبس.."بقعة ضوء 10" و"ضبوا الشناتي" انقذا الدراما العربية والسورية من الخفوت والسمعة وتطور المجهود العملي الفني!!
• " خواتم" عن نص ديالا الأحمر وعبد المجيد حيدر ومن اخراج ناجي طعمه وبطولة كاريس بشار، عبد المنعم عمايري، كندة حنا، ندين تحسين بك ولينا دياب.. عمل محبوك بدراية عابه كثافة الأحداث وتجسيد العلاقة الحميمية بخفة وبغير موضعها، وعدم اهتمام المخرج بكادر مشهده لاعتقاده أنه يستفيد من حنكة ومقدرة ممثليه.
• مسلسل " لو" لبناني سوري، نص بلال شحادات ونادين جابر وإخراج سامر برقاوي، بطولة المخضرم عابد فهد، عبد المنعم عمايري، نادين نجيم وديمة بياعة ويوسف الخال، عمل حصد نسبة عالية من المشاهدة والنقاش، وقدم وجبة عالية من الأداء التمثيلي الجيد والملفت من البعض بكادر سليم وجميل مخرجه يفقه بلغة الصورة، و كان باستطاعة هذا العمل أن ينافس بقوة ويحصد إعجاب الجميع لو لم يغرق في السرد والإيقاع البطيء، ومع ذلك حافظ على اناقة الصورة، وتسجيل ايماءات ممثليه وحركتهم وتأثيراتهم، وقدم عابد ونادين والخال بأجمل ما يكون، وابرز موهبتهم بفهم عميق لأدوارهم ومراحلها الدرامية.
• "بواب الريح" عن نص خلدون قبلان، اخراج المثنى صبح، من اضخم الإنتاج السوري، تدور احداثه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر من خلال رصد انعكاس احداث فتنة 1860في جبل لبنان على حياة أهل الشام، بطولة القدير دريد لحام وغسان مسعود، عبد المنعم عمايري، سليم صبري ومصطفى الخاني.. لم يكتب له النجاح الذي توقع له، ولم يلفت الكثير من المتابعين والنقاد رغم تصوير الحقبة التاريخية المهمة في المنطقة، والسبب يعود إلى تنفيذه بعجل والدليل بعض مشاهده المعتمدة على حوارات ممجوجة تتطلب إعادة تجسيد وهذا لم نعتده من المخرج النشيط المثنى، أزياء وديكورات العمل غلبت أداء الممثلين ونصه المربك.
• "طوق البنات" تأليف أحمد ورجاء خوري، وإخراج محمد زهيري رجب، بطولة منى واصف، سوزان شرف الدين الغائبة منذ أكثر من سنة، تاج حيدر الغائبة منذ 3 سنوات، ليلى جبر الغائبة منذ 5 سنوات، روعة السعدي الغائبة منذ أكثر من 10 سنوات، رشيد عساف، تولين البكري...عمل شامي تقليدي لقصة مكررة وافتراضية في أحياء دمشقية تقاوم الاحتلال الفرنسي، وما يميزه أنه أعاد وجوه نسائية سورية جميلة بعد غياب إلى الدراما، أما الحبكة الدرامية فهي مملة لوجوه تعودنا عليها في هذه المواقع مع اختلاف في الأداء التمثيلي.
اللبناني والأردنيلا يغامر الإنتاج الأردني كثيراً في لعبة الدراما ويكتفي خلال العام بتقديم وجبة بدوية واحدة يجمع من خلالها كل نجومه ويحقق الفوز بنسبة كبيرة من المشاهدة، وعمله البدوي الجديد هو " رعود المزن" بإنتاجية ضخمة وملفتة، عن قصة روميو وجوليت بتفاصيل شرقية بدوية مكثفة، رائعة في وصف تقاليد وعادات البادية، بطولة عبير عيسى وجميل براهمة.. وتميز من الحلقة الأولى بتصاعد الأحداث غير المملة، وبحركة ذكية للكاميرا، وبالتقاط مشاهد البادية بذكاء، هذا العمل سيكون له أثره الكبير بعد شهر رمضان خاصة على صعيد الخليج.
أما على الصعيد اللبناني فالمغامرة كانت خارج المنافسة مع الاتكال على الاعمال المشتركة بين سورية ومصر، ومن خلال ذلك اثبت الممثل اللبناني تقنية عالية وثقة عارمة ومسؤولة في إنجاح أي عمل مشترك رغم عدم انتشار البعض عربياً، وكانت المنافسة لصالحه وتحديداً المنافسات النسائية، ولا نبالغ إذا قلنا إن خامة الممثل اللبناني في الأعمال المشتركة تثري أي عمل، وتشعل الأداء الأفضل بمنافسة تحتاجها الدراما، وربما هذه الحركة ستزداد في الأعوام المقبلة وستفيد الدراما اللبنانية دون شك، والتي لا تزال تحتاج إلى كاتب سيناريو يفهم أرضية انطلاقته من واقعه، ومخرج لا يستسهل العمل الدرامي، ومنتج كريم لا يتدخل كثيراً في وجهة نظر الكاتب والمخرج، ولا يفرض وجوه من هنا وهناك بحجج واهية تعنيه شخصياً، اليوم المنافسة على أشدها، والمطلوب حالة إنتاجية ونصوص مسؤولة ومخرج مدرك لا ارتجاليات في عمله، ولا يعتمد على نظام البركة كما هو حاصل في غالبية الأعمال الخليجية واللبنانية.. ولا نبالغ أن "10 عبيد صغار" اخراج ايلي حبيب، معالجة درامية طوني شمعون، وبطولة جورج شلهوب، كارلوس عازار، تقلا شمعون، زياد أبو عبسي، شوقي متى، بريجيت ياغي و ريتا حرب، لم يصل العمل إلى مستوى العمل الأول ( انتج وعرض عبر تلفزيون لبنان بتفاصيل مختلفة عام 1974المرحلة الذهبية في الدراما اللبنانية، ومأخوذ عن رواية أغاثا كريستي والتي كتبتها عام 1939، وأخذتها بدورها عن أغنية الكاتب سيبتيموس وينير بعنوان " عشرة زنوج صغار" 1868)، وفي العمل اللبناني القديم نجد هناك الحوارات متقنة في لعبة لغة الضاد ومعرفة الوصف والخيال، وهنا كانت اللغة ركيكة واحياناً فضفاضة، هناك أداء عفوياً مشوقاً يعرف ماذا يقول وكيف يتصرف ويتحرك أمام الكاميرا، وهنا تصنع عند البعض، هناك اقنعونا بمواقف مرعبة وهنا اضحكونا ولم يرعبونا، عدم اقناعنا بأنه من أعمال الرعب أو الجريمة، يتحدث الممثل دون تحريك الجسد كأننا في حضانة أطفال، ناهيك عن عدم انسجام البعض في تأدية الدور، وكأن الاختيارات لم تكن صائبة، أما الإيقاع البطيء والملل في الانتقال من مشهد إلى أخر فحدث ولا حرج.. وبصراحة تطفلنا لكوننا شاهدنا العمل القديم هو الذي جعلنا نتابع هذا العمل المتواضع، ولو تم الاستعانة بنجوم عرب من مختلف الدول وإعادة صياغة تنسجم مع المرحلة ضمن خصوصية القصة بحبكة درامية مشوقة، واستعان بمخرج أكثر جرأة وتفهماً لمشاهدة لكانت النتيجة أهم وأقوى ومنافسة بجدارة، أما ما جاء عليه العمل فهو أقل من تجربة لا تستطيع أن تقول أنا هنا رغم استعانته بنجوم موهوبة ومنها ما له بصمه، فقط ننوه بأداء تقلا شمعون وريتا حرب.
• "ملح التراب" كتبه جبران ضاهر وأخرجه أيّاد نحاس، وبطولة عمار شلق، مهدي فخر الدين، نعمة بدوي، كارول عبود، حسان مراد، وسام فارس، وضيف الشرف سمير شمص وسعد حمدان، نستطيع القول بكل صراحة أن فريق العمل لا يعرف ماذا صور، وربما ما هي الحكاية، هو مجرد تجميع لمشاهد لا تخدم فكرة ولا حبكة في نصوص تتلاحق دون هدف، أما اقحام مشاهد شباب المقاومة دون أبعاد درامية أضر بالعمل ولم يفد المقاومة سوى تذكير أناسها بأنها موجودة، عمل بميزانية ضخمة أقل ما وجب أن يدرس القصة جيداً، ويقف عند حواراتها التائهة والغريبة عن المشهد والحكاية، وأن يتعرف المخرج إلى طبيعة ما صور وما يريد، باختصار العمل ضعيف جداً على كل الأصعدة ولا يتحمل النقد، و قد تكون الإيجابية الوحيدة في اكتشاف مواهب تمثيلية واعدة وملفتة أهمها الشاب وسام فارس، والأداء المركب والمتميز للمتلون فنياً عمار شلق.
خليجي مكانك روحوفي الخليجي نجد الأعمال الكويتية صمام أمان الدراما الخليجية، وهي الأساس مع بعض المغامرات من قطر والسعودية والامارات، ومع ذلك لا تزال لعبة الدراما الخليجية وبأنواعها رغم مرور السنين بعيدة عن محيطها وواقعها، وتلعب في الوقت الضائع على صعيد مجتمعها، وقصصها تتمحور حول الحسد والغيرة وقليل من الحب، وقضايا الاسر الغنية هي المحور والهدف والصورة، وتستمر الدموع بغرف من وجوه النجمات الخليجيات نصف مشاهدهن، ولا بد من لقطات بكائية وكأبة توصل إلى الحزن العميق حتى العويل، ورغم وجود وجوه شابة وحاضرة بموهبتها إلا أن التركيز يبقى على أسماء كبيرة منها ما وصل إلى العجز ومنها لا يزال يركض بثقة كي يثبت وجوده، وإلى البرهة لا يوجد المخرج المغامر في الخليج رغم نجاح بعض الأسماء التي نحترم، وكادر الأغلبية يسعد في التقاط أثاث القصر أو الفيلا الفاخرة على حساب تداعيات المشهد وتأثيرات الممثل، ولا نفهم لماذا يفرض علينا المخرج لقطة لا علاقة لها في المشهد؟
"ثريا" و"كسر الخواطر" وجرح السنين" تراجيديا أما الكوميديا فهي فارغة من مضامينها وساذجة في طرحها، وأغلبها للتواجد ليس أكثر، انقذها "تذكرة داوود"!
• "ثريا" بطولة سعاد عبد الله، زهرة الخرجي، فاطمة الحوسني، فهد العبدالمحسن، صمود، أمل العوضي، حسين المهدي، عبدالله الباروني، مي البلوشي، غرور، تأليف نوف المضف، وإخراج محمد دهام الشمري، العمل هو الأفضل خليجياً رغم انتقاداتنا الكثيرة إخراجياً وحوارياً وتمثيلياً، ولم يكن هنالك أي داع لأن تجسد سعاد دور الجدة، والاكتفاء بدورها الرئيسي، سعاد واثقة تدرس دورها وتتقن لعبتها، العمل يتطلب قراءة نقدية منفصلة، وبعجالة لم يكن كما تصور البعض، ولم يضف أي جديد لـ سعاد وللدراما الخليجية رغم تطرقه إلى حالات واقعية يعاني منها المجتمع الكويتي.
• "جرح السنين" تأليف دخيل النبهان واخراج منير الزعبي وبطولة زهرة عرفات وعبد الله ومحمود بوشهري وجاسم النبهان وآخرين، يتناول فترة الغرو العراقي الغاشم على الكويت، ويندرج ضمن الأعمال البكائية بامتياز، والدموع والصراخ والشجار والهم والنكد ترافق مشاهده، يضاف إليها أخطاء إخراجية وحوارية وايقاع بطيء وممل لا تليق بأسماء المشاركين خاصة القديرة زهرة عرفات.
• " كسر الخواطر" تأليف وداد الكواري، وبطولة هدى الخطيب، اسمهان توفيق وعبد العزيز جاسم، مشاري البلام، لمياء طارق، عبدالمحسن القفاص، ريم أرحمه، حسين المهدي، حمد أشكناني، عبدالله الطليحي، والسعودية سناء يونس، اخراج محمد القفاص، العمل في نسخته التي شاهدناها لا يقنعنا في أحداثه وشخوصه، ويدور ضمن دائرة مفرغة ومنهكة لكثرة فبركات حواراته المتعبة للسمع وللبصر فمشاهده مركبة بطريقة عجيبة...العمل رغم الأسماء الكبيرة يحتاج إلى قراءة جديدة على صعيد الإخراج والنص والحوارات والديكورات والكدرات، وتركيب المشاهد، وقد يخطف النجاح لكنه فنياً ليس كذلك.
• "تذكرة داوود حسين" عمل كوميدي نظيف وممتع في حلقات منفصلة متصلة تتميز بالضحاك الطريف من خلال مواقف إنسانية اجتماعية ناعمة وهادفة تصب في توعية الشباب بهدوء بعيداً عن اللغة المباشرة، ويؤدي داوود حسين أروع ادواره المبتسمة بطريقة سلسة غير صارخة ولا عشوائية هزلية فيها من أجل فرض الضحك بالعافية كما يفعل الكثيرين من مقتحمي العمل الكوميدي، لذلك يتابع دون ملل أو تشنج.
العمل تأليف الاماراتي جمال سالم، إخراج سلطان خسروه، وشارك في البطولة منى شداد وملكة الجمال لاميتا فرنجية، أحمد الفرج، لمياء طارق، هند البلوشي، ومرام، ويعرض فقط على قناة أبو ظبي.
تخبط الدراما المصرية الدراما المصرية التي نفذت هذا العام أكثر من 55 عملاً تتخبط بماضيها وبما هو حاصل على أرض الكنانة من أمن غير مستقر، وبالمنافسة الشرسة التي ازاحتها عن كرسي الريادة، ورغم محاولة استيعاب أخطاء الماضي بكل تفاصيلها انتاجياً وشوفانياً، أرادت كسر حدة تراجعها من خلال الاستعانة بنجوم من خارج مصر وتحديداً نجوم من لبنان وسورية، والتنبه إلى المكياج المخيف، والبحث عن نجوم جدد، لكن لعبة الإنتاج استمرت في احتكار النجم لنصف ميزانية العمل، ومع ذلك لا بد من الإشارة إلى أن هنالك بعض المسلسلات كان الإنتاج سخياً عليها ولكنها لم توفق فنياً وجماهيرياً، فالمشاهد لم يعد غبياً خاصة في "سرايا عابدين" و" المرافعة" و" صديق العمر" و" صاحب السعادة" و "دهشة"، يضاف إلى ذلك كمية الوجوه الشابة الجديدة والتي عابها النطق السريع غير المفهوم، للأسف أغلب الوجوه النسائية تحديداً تتصارع مع الكلمة في جمل سريعة غير واضحة النطق ولا ندري ما السبب، وكيف لا يتنبه إلى هذا المرض من يعمل في الدراما المصرية حتى ظهرت كعلة في كل ما قدم للأسف .
كما لا بد من التنويه بالأزياء الفاخرة والمدروسة والديكورات الضخمة، وربما البطولة المطلقة والجائزة الأهم في الأعمال المصرية ستعود إلى الديكورات والأزياء.
• عادل امام فقد حضوره وأضاع الكثير من بريق الشخصية وحصد ربع ميزانية "صاحب السعادة" تأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام أي 20 مليون من أصل 60 مليون جنيه، وعليه وهو في هذا العمر أن يتنبه إلى أن العمل الكوميدي يتطلب حركة نشيطة، وأداء سريع، وبديهية كلامية لا بطئ فيها، والأهم أن كل الكوميديان حينما باغتهم العمر اتجهوا إلى التراجيديا فالكوميديا أصعب في كل المقاييس، وهذا العام أصر أن يكون خارج الزمن والمنافسة متجاهلاً ذكاء المشاهد، ومعتمداً على رصيده الجماهيري السابق.
• "سرايا عابدين" تدور احداثه حول صراع حريم السرايا أيام حكم الخديوي إسماعيل لمصر، بطولة قصي الخولي، يسرا، كارمن لبس، ومن تأليف هبة مشاري التي قدمت نصاً مفبركاً ومفككاً، وإخراج همه تصوير الديكور على حساب الممثل لـ عمر عرفة، العمل عبارة عن مشاهد مركبة لبذخ القصور والخدم والحشم والطعام، وحوارات غير مبررة لا ترابط درامي فيها وصولاً إلى الحلقة العاشرة حيث تظهر القصة الفقيرة والمتمحورة حول كيد النساء الخادمات وشهوة الخديوي.. في الحقيقة شكل العمل صدمة كبيرة لدى مشاهدته رغم تكلفة الإنتاج المرتفعة لتأمين طبيعة المرحلة التاريخية في البناء والديكور والملابس والإكسسوار، وأجور الفنانين المصريين والعرب، يسرا لعبت دور الملكة خوشيار بطريقة مضحكة غير مقنعة، وعلى ما يبدو لم تتعرف على الأصل فتلك الملكة قضت حياتها مريضة، أما قصي ورغم مرور أكثر من نصف الحلقات لا يزال دوره مجرد حدوثة وعلى لسان الخدم رغم إمكانيات قصي المعروفة في التمثيل والمغيبة هنا، وكارمن لبس مجتهدة تسرق الكاميرا كلما اقحم مشهدها في العمل، ولو أنهم ركزوا على كارمن لكانت النتيجة مغايرة.
وأراد الإنتاج منافسة وتقليد المسلسل التركي الشهير " حريم السلطان" لكن النتيجة مؤسفة ومخجلة ، ومهما ادعوا نجاحه أو ابتكروا أجزاء جديدة منه يبقى تقزيم وتشويه للأصل بأسلوب فضفاض لا يصلح للشهر الفضيل بالمطلق.
• "صديق العمر" يخوض في مرحلة حساسة من تاريخ مصر عبر علاقة استثنائية بين الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، وما أن أعلن عن العمل حتى أثار الكثير من اللغط، والصدمة كانت بعد العرض على أكثر من صعيد فني وعائلي، كتبه محمد ناير استناداً إلى مذكرات محمد حسنين هيكل وبعض الضباط الأحرار، وقام بالبطولة كل من جمال سليمان بدور ناصر، وباسم السمرة بدور المشير، نهال عنبر بدور تحية كاظم زوجة ناصر.
المؤسف في العمل الوقائع المقحمة من الخيال بحجة البعد الدرامي، والأخطاء التاريخية المخيفة والمعتمدة على التزوير كما صرح العديد ممن عاش تلك المرحلة، أما تأدية شخصية الرئيس ناصر من قبل جمال سليمان الذي لم يبذل أي جهد كانت الأفشل على الأطلاق، فشل في اللهجة المصرية والوقفة والنطق والكلام والنظرة والتحرك، وحينما تمت مواجهة سليمان بذلك برر بأنه أراد أن يؤدي الدور كما يحب لا كما كان صاحب الشخصية، وهذا صدم النقاد وأسرة الراحل ودل على أن جمال لم يدرس خطورة الدور والشخصية، ولم يتعرف عليها جيداً إلا من خلال بعص القصاصات الصحفية!
ونهال عنبر فشلت أيضاً في تجسيد شخصية تحية زوجة الرئيس ناصر، وقارنها الجمهور المصري مع المتألقة فردوس عبد الحميد في فيلم "ناصر 65"، بينما اسرة المشير رفضت تأدية باسم السمرة لوالدهم شكلاً ومضموناً، وخلال متابعتنا للعمل نستطيع القول أنه لا يستحق المتابعة لأكثر من سبب، ولكن حساسية تلك المرحلة فرضت المتابعة على مضد.
• "إتهام" لبناني مصري تأليف كلوديا مرشيليان وإخراج فيليب أسمر، بطولة ميريام فارس وحسن الرداد، وعزت أبو عوف، شكل العمل صدمة إيجابية لصالح ميريام التي ربحت الرهان والمغامرة، وقدمت موهبة ثرية بالأبعاد والعمق ولم تعتمد على نجاحها كمغنية وراقصة أحياناً، مريام ستنتقل بعد هذا العمل إلى مرحلة مستقرة في التمثيل، وستحجز مساحة مهمة، ولفتة موفقة للكاتبة مرشيليان، فهذا النص هو أفضل ما كتبته، قصة وسيناريو لا ملل فيهما ولا ابعاد ذهنية إذاعية كما اعتدنا في أعمال الكثيرين، لغة موفقة ساعدت المخرج على التقاط الكثير من خبايا المشهد، وهذا الأخير عرف أبعاد شخوصه، والمشهد فجامع بينهما بتفاصيل مصورة شكلت روعة بصرية.
• "امبراطورية مين؟!" عمل قيل أنه كوميديا، ولكنه في الواقع ثرثرة وصراخ وجمل لا علاقة لها بقصة أو بحوار، بطولة هند صبري وعزت أبو عوف، سلوى خطاب، ومن إخراج مريم أبو عوف، حاولت هند انقاذ ما يمكن إنقاذه في عمل لم تكتمل طبخته، وتاه بين نص ركيك، ومونتاج لا ينسجم مع تداعيات القصص الضعيفة والمأخوذة من مقال أو حدوثة نسائية مملة، وإضحاك متصنع يبكي على حال مخرجة لا تعرف حدود شخصياتها وكادرها والموضوع المشهد الذي تصوره.
• "سيرة حب" لبناني مصري وسوري في 90 حلقة من واقع الحياة الاجتماعية العاطفية وتقليد جاذب للدراما التركية، بطولة سيرين عبد النور التي قدمت انضج اعمالها، وأداء يضعها في الصفوف الأولى في التمثيل، ومكسيم خليل لا يزال يعتمد على وسامته ولكنه لا يستطيع استنباط أبعاداً تفيد شخصيته، وخالد سليم في أفضل حالاته، وتأليف محمد رشاد العربي الذي اجتهد كي يكثف الأحداث، ويطور جملته في قصص متكررة ومعروفة ومطروحة من قبل في السينما والدراما العربية، و من إخراج محمد جمال العدل الفاهم هنا لطبيعة دور كل من يعمل.
• "كلام على ورق" مصري لبناني بطولة هيفاء وهبي الحصان الرابح، قدمت فيه ممثلة لا تعتمد على الإغراء والتعري والدلع المبالغ فيه والذي اشتهرت به، هنا اكتشفنا وجهاً واعياً لدوره، ويعرف تفاصيل كثيرة في تجسيد حركته أمام الكاميرا، ولا يزعج في أداء عميق ومدروس، هيفاء كسبت الرهان وصدمت من كتب ضدها، وشوه مشاركتها في العمل قبل ان يشاهده، ومع ذلك عاب العمل المكتوب بسيناريو متماسك لـ محمد أمين راضي ذاك الإخراج المستخف بالكادر ومشهده متلهياً بتحريك الكاميرا يميناً ويساراً وإلى الأعلى وإلى الأسفل بشكل مقزز يربك العين ويبعد التواصل، كأن المخرج محمد سامي الذي اكتشف البارود يلعب في لعبة سمجة لا علاقة لها بعالم الإخراج، وإذا برر أن هذا الأسلوب سيميزه أو قدم من قبل في أميركا فنشير إلى أن هذا العبط الفني يمرر بمشهد كوميدي أو بفيلم وثائقي، ولكن هنا لا يجوز بالمطلق، فالقصة تتطلب الاهتمام بتفاصيل إخراجية أهم وأعمق.
العمل بأحداثه وقصته لا يصلح للشهر الفضيل، و الأنسب عرضه في باقي شهور السنة لتضمنه ما يخدش قيم الصيام، وشارك في البطولة ماجد المصري، وروجينا، وأحمد زاهر، وعمار شلق الذي قدم دوراً ملفتاً ومميزاً وجاذباً.