لهذه الأسباب طلبت أميركا اعتبار "جبهة النصرة" غير إرهابية
بقلم|| جهاد أيوب
مصدر أمني غربي على تواصل مع "جبهة النصرة" ومع بعض الدول العربية المعنية بتسليح ودعم الجبهة لوجستياً وإعلامياً، ومقيم بشكل دائم في تركيا زار لبنان منذ أيام مع وفد أممي التقى شخصيات هامة في "حزب الله"، ومسؤولين بارزين في الدولة اللبنانية، صرح لمصدر أمني لبناني التقاه بعيداً عن الإعلام بأن ضربات التحالف لـ "داعش" في سورية أخرت اجتياح البقاع من قبل "جبهة النصرة" ومن معها، انطلاقاً من مشاريع القاع وصولاً إلى منطقة شبعا الجنوبية.
وأكد المصدر الغربي أن معركة "بريتال" بين حزب الله وعناصر من "جبهة النصرة" فرضت على قيادة الجبهة التريث في أي تحرك عسكري مقبل على الأراضي اللبنانية، ودراسة معمقة للتواجد الأمني للجيش اللبناني، والعسكري لعناصر "حزب الله" في المنطقة، خاصة أن هذه القيادة اعترفت بالهزيمة خلال قراءاتها لمجريات المعركة التي كانت لصالحها في البداية، ولكن جهوزية "حزب الله" وسرعة انتشاره وهجومه أعاق زحف عناصر الجبة، التي كانت تنوي احتلال "بريتال" والتوقف هناك استعداداً للاجتياح الكبير قبل المناخ الثلجي المقبل في تلك المناطق، والخسارة التي منيت فيها في "بريتال" جعلت الجبهة تعيد قراءة الواقع بحذر، والعمل على تغيير الخطة العسكرية السابقة، علماً لم يحسم أمر الخطة الجديدة حتى الأن، ولم تأخذ الشكل النهائي خاصة في التوقيت رغم وضع بعض الخطوط العريضة والهامة!
وأضاف المصدر أن الاستعدادات قائمة وبشكل دقيق لإنهاء الخطة الجديدة والعمل على تنفيذها بأسرع وقت ممكن، ولأجل ذلك تم تحضير أكثر من مئة وخمسون الف مقاتل جهزوا لهذه المهمة فقط، وسيعملون على اجتياح القلمون والبقاع من أجل تضييق الخناق على الرئيس بشار الأسد والجيش السوري، وابقائه رهينة حصار طويل قد يمتد إلى سنوات، وهذا سيتم بدعم من عناصر "داعش" التي لم ترد موافقتها بشكل نهائي، ويجري التواصل والتفاوض مع قيادة هذا الفريق كي تكون المعركة بقيادة النصرة، ويكون دور " داعش" المساندة فقط، وهذا ما لم يوافق عليه "داعش" حتى البرهة، وإذا تمت موافقة "داعش" فستمنح لإبعاد ضربات التحالف عنها في العراق وسورية، وقد اشترط "داعش" في حال تم نجاح اجتياح البقاع وصولاً إلى العرقوب أن تنصب في منطقة شبعا العديد من الصواريخ باتجاه إسرائيل، وهذا بنظرها سيعرقل القصف الأميركي والتحالف على " داعش"، ووجود هذه الصواريخ سيقلق القوات الدولية وأميركا التي ستعلن وقف عملياتها ضد "داعش"، وترحل عن سماء الدولة الإسلامية كما رحلت من العراق سابقاً.
ويشير المصدر أن دولة عربية تعنى بأكثر من ملف مرتبط بالجبهة نصحت قيادات النصرة بالتروي في شن الهجوم الكبير أو الاجتياح المقبل الذي سيغير خارطة المعركة بعد وصول معلومات مخابراتية لها تؤكد أن "حزب الله" قام بتغيير استراتيجيته العسكرية في منطقة البقاع على خلفية معركة "بريتال"، وأن زيارة السيد حسن نصر الله إلى البقاع، والمناطق الساخنة هناك لها أكثر من مدلولات أمنية خطيرة، وتعتبر هذه الزيارة من قبل أمين عام حزب المقاومة رسالة عسكرية وصلت الكيان الصهيوني، وبعض الدول العربية والإسلامية، لذلك طلبت هذه الدولة العربية الغنية من قيادات النصرة بأخذ النصيحة بعين الاعتبار.
واختتم المصدر الغربي قوله:" من يعتقد أن جبهة النصرة نائمة وغير مجهزة عسكرياً أو خائفة من "داعش" فهو يعيش الوهم، خاصة أن قوات التحالف أبعدت النصرة عن عملياتها العسكرية في سورية والعراق، وأن راعية التحالف أميركا طلبت من الإعلام الذي تمون عليه، ومن رجالاتها في الدول العربية خاصة لبنان أن يعملوا على تبيض صورة النصرة وباعتبارها ليست إرهابية، بل هي ثورة إسلامية تشبه في خطابها حركة " حزب الله" في لبنان.