جهاد أيوب يكتب عن الكيان اللبناني...حقائق ودلالات 1من3
كاتب الموضوع
رسالة
tanios andraos
المدير العام
عدد المساهمات : 968
موضوع: جهاد أيوب يكتب عن الكيان اللبناني...حقائق ودلالات 1من3 الخميس أبريل 04, 2013 1:20 am
جهاد أيوب يكتب عن الكيان اللبناني...حقائق ودلالات
لا مستقبل في مستقبل الكيان اللبنانية!! 1 من 3
• الامتيازات المارونية السياسية من المحتل الفرنسي جاءت على حساب الكيان وتدميره!! • المشروع الأميركي المهيمن في الشرق تم بعد إخفاقات في الحضور الفرنسي والبريطاني • تمتلك بريطانيا أسرار الشرق وتركيبة طوائفه ومجتمعه وتاريخه!! • الارتدادات في الكيان تعتمد على مكاسب الزعامات الطائفية والانفصام في الشخصية اللبناني!! • فشل المشروع الحزبي العلماني والديني المعتدل ليحتل مكانهم التطرف المذهبي الطائفي فكان العلة المتفجر!!
بقلم| جهاد أيوب
منذ ما قيل عن استقلال لبنان، والامتيازات المارونية السياسية التي أهداها المحتل الفرنسي لمزيد من تمزيق الكيان، وما تلاه من تمايزات طائفية بفعل تعدد حروبه الأهلية، وتحركات المخابرات الغربية والعربية فيه من أجل معرفة فعل الانقلابات على أنظمة تختلف مع الصهيونية أو تجاريها بالسر حتى لو كانت هذه الأنظمة ديكتاتورية وما شابه بحق شعوبها، وبعضها لا توافق على قيام المشروع الأميركي المعني بالهيمنة منذ إخفاق بريطانيا وفرنسا في حضورهما بالشرق، مع الحفاظ على ما لدى بريطانيا من معلومات دقيقة جداً عنا، و غير موجودة في كتب تاريخنا، أو عند علماء المجتمع وفي جامعاتنا، بريطانيا تمتلك صفحات وخرائط ودراسات تاريخية عن طبيعة بلادنا ومناطقها، وهيكلية المجتمع فيها، والعناصر التي تستفزه وتتحكم بعواطفه ودينه وطوائفه، وخير دليل على صحة ما نقول تلك المساندة المخابراتية والمعلوماتية التاريخية البريطانية للقوات الأميركية التي غزت، و احتلت العراق، و أفغانستان وباكستان، ولبنان ليس بعيداَ عن معلومات بريطانيا، فهذه الأخيرة أهدت مخابراتها كشفاً عن لبنان لجيش الدفاع الإسرائيلي تحدد فيه طبية المجتمع اللبناني، وخرائط مناطقه ومساحة كل محافظاته ومعلومات لا توجد في الدولة، بريطانيا تلك الدولة الديكتاتورية والعنصرية في نشأتها وتصرفات مجتمعها المدعي للحضارة الإنسانية، هذه الدولة العجوز تمتلك أسرار مفاتيح المجتمع في الشرق، وليس معيباً لأن تبقى كذلك ما دام العربي المسيحي والمسلم يعيش عقدة الخواجة حتى البرهة، ويفكر بالتاريخ الخشبي!!
إن كل ما يحدث في لبنان، وطن المتغيرات، والتضاد، و ما حدث من مكتسبات يقال عنها حضارية، وسياحية وعلمية محدودة، صبت كلها في مكاسب شخصية ضمن سلسلة طائفية أو زعامات تتعمد الاختباء خلف طوائفها، وتنتعش جراء تبعيتها للسفارات ولمن يدفع أكثر، لذلك فشل المشروع الحزبي العلماني والديمقراطي والإنساني والديني المنفتح والمعتدل، وحلت مكانه حركة دينية متزمتة متطرفة مذهبية طائفية بحجة طائفة ترغب بإلغاء طائفة أخرى، فكانت العلة المتفجر، واستمرت الهواجس المركبة في عمق الفكر الفردي والجماعي حتى أصبحنا نشعر بأن الانفصام لا يبتعد عن فكر وتصرف أي مواطن لبناني، ولا فرق بين ذاك المواطن المولود عام 1920 و1921 حيث انطلقت كذبة الوطن، وبين مواليد هذا العصر، فالفكرة التي تحركه هي المكاسب الطائفية، وليس مكاسب الوطن، ويعيش عمره خائفاً من شريكه في الوطن والمأكل والمشرب لكونه من طائفة أخرى، لا بل أبناء الدين الواحد المنقسمين طائفياً والمشاركين بوحدة الكتاب والخالق يخافون من بعضهم في كذبة المكاسب!!
لبنان في كل مفترق طرق تصرخ مجموعاته وزعاماته منادية بحق تلك الطائفة، وتسارع بإعلان الحرب، ومن هذه الأمثلة القريبة تلك الحرب الأهلية التي وقعت منذ عام 1975 بحجة أن الموارنة يسيطرون على البلد بكل فروعه " وهذه حقيقة"، واستمر التقاتل إلى أن ظهر الطائف السعودي، وبسحر الساحر انقلبت الصلاحيات إلى الطائفة السنية في الحكم، وها نحن نشهد شبه معركة مستمرة دخلت فيها تداعيات مقتل رفيق الحريري، وانزواء الزعامات السنية الأكثر تأثيراً بطائفتها خلف المشروع الأميركي الصهيوني، وأخرى تجاهلته، أو هربت من مواجهته دون أن تؤيده، لكنها خافت منه، وكأن المطالبة بتعديل صلاحيات طائفة من أجل التوازن الطائفي هو الطعن بالمقدسات، ولو أن الجماعة لديها السلاح كما الموارنة سابقاً لكانت الحرب الأهلية الآن في عزها، فقط سلاح حزب الله هو الذي يلجم بعض التسلح الطائفي حتى لو اختلفت مع بعض سياسته بطريقة عمله في الداخل، واهتمام هذا الأخير بمقاتلة إسرائيل هو الذي يربك من يؤمن بالتسلح سنياً في هذه المرحلة...لذلك، وبعيداَ عن أي نعرات أو حساسيات، أو أفكار حزبية طائفية مسبقة نستطيع من خلال قراءة للتاريخ اللبناني الحديث، مع إن القديم منه مشابه جداً، ولا يختلف عنه مع اختلاف الزمن، نجد أن مستقبل الكيان في لبنان يخاط على قياس ما تبقى من قطعة قماش بالية، وممزقة، غاب عنها الخضار والماء، واحتلها الباطون والجفاف، وتُرمم من أجل عيون الزعيم الشهم، وهو بالعادة أقل علماً وأكثر وسامة ومالا،ً ولا يؤمن بالوطن ككيان، ويحصن طائفياً ومن السفارات المهيمنة فيه، وهذا يعني أن لبنان يحاك بمستقبل فيه الآبار النارية التي تنتظر الاشتعال، وشعوبه تتجول في ظلام كثيف، وخيوله بمعظمها هوجاء، عرجاء، تجر العربة إلى الوراء بإزعاج مخيف يصعد صوته ويخفت بحسب حرارة المنطقة ومن يحرك الساحة، ويغرد لصدى أصوات خاوية همها اللعب على نعرة طائفية تتهجى الوطنية المهشمة، ولا تستطيع إلا أن تكون شريكة بالفساد، وسرقة أموال الوطن ومؤسساته، ومن يدعي بأنه عكس هذه التركيبة ويشاركهم الحكم هو من المنافقين، ويكذب على نفسه!!
من لا يرفض هذه الحالة المغروسة بالعمق السياسي اللبناني وهو من الشركاء الفاعلين بالسلطة يكون أخطر من السارق، والمجرم بحق الوطن والمواطن بحجة الاستقرار، وأي استقرار والبلد يبنى على التزوير والسرقة، والمحسوبية وعدم المحاسبة، وزيادة الجرعات الطائفية العنصرية في كل مؤسساته العامة والخاصة، هو شريك يدعي الفهم، و يعيش مشاهداته للفساد، وعدم تغيير النظام الحالي مبتسماً بصمت، هو خاسر، ويتغطى بقطعة قماش بالية تدعى الكيان اللبناني الطائفي الحالي!!
جهاد أيوب يكتب عن الكيان اللبناني...حقائق ودلالات 1من3