بلا تشفير" يصر ان يكون الحالة الأسوأ في المجتمع / بقلم جهاد أيوب
كاتب الموضوع
رسالة
tanios andraos
المدير العام
عدد المساهمات : 968
موضوع: بلا تشفير" يصر ان يكون الحالة الأسوأ في المجتمع / بقلم جهاد أيوب الأربعاء أبريل 15, 2015 5:26 pm
تمام بليق يجتهد كي لا يقلد ولكن!! "بلا تشفير" يصر ان يكون الحالة الأسوأ في المجتمع يحق لجويل حاتم وجورج الراسي «نشر غسيلهما» إنما خارج منازلنا
بقلم|| جهاد أيّوب
من حقّ الزميل تمام بليق أن يجتهد في تقديم برنامجه «بلا تشفير» كي لا يكون نسخةً عن غيره، وألّا يقع في تقليد الآخرين، فالفضاء اللبناني استهلك غالبية الوجوه والبرامج والأفكار، والتكرار ينتشر في كل زوايا البرامج من الألعاب إلى الحوارات الفنية والسياسية والاستقصائية المتخمة المقنّنة لمصالح ولأهداف خاصة وشخصية، أما الثقافية فهي مغيبة تعمداً ولا أثار لها، فقط برنامج يتيم على البرتقالية " ع سطوح بيروت" إعداد وتقديم داليا داغر، وهذا لا يعني أن يذهب الزميل بليق باجتهاده إلى حد البحث عن الفضائح كي ننشرها على سطوح فضاءاتنا، ويكفي اعلامنا ما يعانيه من مشاكل وسمعة ليست جيدة، وبعض اعلامنا اليوم تشوبه حالة عدائية، و يكفي مجتمعنا معاناته من تداعيات الأحداث المحيطة به، لذلك هو يبحث عن برامج تسليه لا برامج تفضحه أكثر!! قد يعلّل بعض العاملين في برامج نشر الفضائح والبحث عنها وتغذيتها، أن الناس يحبّون هذه النوعية من البرامج التي تستقطب المعلنين والمشاهدين، ولا خلاف على أن برنامج «بلا تشفير» على قناة «الجديد»، يندرج ضمن البرامج الفضائية "الفضائحية" وتحت لواء هذه النوعية المدعومة من القناة بتميّز، مع الإشارة إلى أنّ غالبية القنوات اللبنانية، ومن أجل السباق الإعلامي الإعلاني والتنافس، تهتم بذلك، و مقدّم «بلا تشفير» تقمّص دوره باستفزاز، لا بل تلبسه الحالة الهجومية كي لا نقول العدائية المباشرة وقد ظهر هذا أيضاً خلال استضافته في برنامج " حرتقجي" مع الزميل هشام حداد... ولا نرغب الحديث عن الأسباب المعلومة، التي تساهم في استخدام هذه البرامج من أجل «تسطيل» الناس وتهشيمهم، وأهمها البطالة وتغذية العنصرية والطائفية وغياب المشاريع الوطنية الكبرى!
الشخصية في الجزء الأول من «بلا تشفير»، كانت شخصية تمام واضحة في بحثه عن منهجية وهوية له ولبرنامجه، وكانت غالبية الأخطاء إخراجية، و كان بليق مستوعباً دوره، وقطف آنذاك الاحترام والمتابعة، أما في الجزء الثاني، فتوضّحت صورة البرنامج الفضائحية، لا بل وصل الدرك أن يشارك في دعم الفضيحة وصنعها كما جرى في حلقة جويل حاتم وزوجها المطرب جورج الراسي، حلقة مربكة ومركبة، واعدادها حالة انفصالية إذ أصرّ بليق أن يكون «أبا ملحم»»العصر، علماً أنّه يحق لجويل وجورج «نشر غسيلهما»، إنما خارج منازلنا، وأما إقحام رجل دين أميركيّ من أصل لبنانيّ، ترك كلّ مشاكل رعيّته والدين والمجتمع، واهتمّ فقط بمتابعة أخبار عارضات الأزياء ومشاكل الفنانين، وتحديداً فضل شاكر، فلم يكن له أيّ مبرّر.
البرنامج «بلا تشفير» فكرة وليدة من برامج أخرى ومنها «لمن يجرؤ» من تقديم طوني خليفة، و«مايسترو» من تقديم نيشان، إلا أن طرح بعض الأسئلة جاء أكثر جرأة وأوضح، يصل بنا أحياناً إلى النفور. صحيح لم تعتد الفضائيات العربية على أسئلة من هذا النوع، إلا أن ابتكار الفضيحة والبحث عن أن تكون أغلب الحلقات معتمدة على الشتائم والمشاكل والعداوات و تسليط الضوء على قضايا شوارعية لا يفيد البرنامج، ويصوره بوقاً ليس أكثر، وطبيعة ما وصلت إليه حالة البرنامج غيرت من سلوكية المذيع مهنياً حيث تعمد أن يكون في البداية مشاكساً ومن ثم حاداً وجارحاً ومزعجاً! البرنامج في الجزء الثاني يحتاج إلى إدارة تفهم بمسؤولية الشاشة التي تدخل كل بيت فليس كل ما هو في الواقع يجوز نشره، وليس من يفاخر و يرغب في نشر فضيحته وجب نشرها، وليس كل من ركب موج الحياة الصاخبة يحق له أن ينشر غسيله وتتبرع الفضائيات بفرضه علينا من اجل الإعلانات والسبق، مع أن هذا السبق يجلب الحروب الداخلية والعائلية والعنصرية والطائفية و القرف الاجتماعي في مجتمع تحاصره الخضات والسكاكين والمشاكل الانفصامية في طوائفه وعمله وحياته. المذيع
على تمام بليق أن يرتاح من هذا البرنامج الحاد والفوضوي والنافر في طرح الأسئلة، وبما أن بعض الضيوف يتمتّعون بفجورهم الخاص، بحجة «أنا حرّ»، فلماذا يفرضون فجروهم علينا؟ تمام موهوب ويستطيع أن ينجح في برامج لا تعتمد هذه النوعية من الفوضى. وهو نجح وتفوّق سابقاً في برامج حوارية شيّقة. بينما في «الجديد»، حصد الشهرة بعدما فقد أصول التقديم والحوار، وكأن الموهبة هنا ليست موضع أهمية، بل النمطية في الردّ العصبي والمشاكسة المؤذية…. الأساس. «بلا تشفير»، ظلم موهبة تمام بليق على رغم بعض الشهرة التي قدّمها له. وندعو الزميل العزيز إلى ترك هذه البرامج المصنَّعة والمتصنّعة، حتى نسعَد بعودة إعلاميّ قد ينافس الجميع في حضوره.
بلا تشفير" يصر ان يكون الحالة الأسوأ في المجتمع / بقلم جهاد أيوب