هذا ما يقلق ويخيف رئيس مجلس الوزراء السابق سعد الحريري!!
بقلم ||جهاد أيوب
حينما زار سياسي لبناني بارز مؤخراً رئيس الوزراء السابق سعد الحريري في باريس، أخبره الأخير بانزعاجه من تحركات رئيس الوزراء الحالي تمام سلام، والطريقة الإيجابية التي يتعامل فيها مع جميع الفرقاء وتحديداً 8 أذار، معتبراً أن سلام يؤسس لبقاء زعامته البيروتية في المجتمع السني بشكل أوسع، والاتفاقات واللقاءات التي يقوم بها مع حركة أمل وحزب الله، والرئيس نبيه بري، ورسائل الإعجاب الشفهية بالسيد حسن تدل على نيته بالبقاء في ترأس مجلس الوزراء الحالي والمقبل، وإن ما يقال همساً عن رغبته بأن يترشح منفرداً في بيروت ليس إشاعة بل حقيقة ستتطلب مواجهة حاسمة تلغي أحدنا!!
وأردف بالقول على ذمة الزائر:" علينا أن نترحم على مرحلة نجيب ميقاتي الذي حقق لنا ما عجزنا عن تحقيقه"!!
هذا الكلام نقل إلى شخصية سعودية فاعلة في الملف اللبناني بأسرع من البرق، فالزائر البارز فهم من كلام سعد الحريري أكثر من إشارة سلبية تحاك لمنصب رئاسة مجلس الوزراء في القريب العاجل، وهذا سيوقع البلد بخضة جديدة قد لا يتحملها في المرحلة الراهنة، وربما تزيد الشرخ السياسي والاجتماعي المترقب لحركة واحدة حتى يشعل النار الحارقة بعد احداث العراق الأخيرة، وتربك ما تبقى من مؤسسات في الدولة المقبلة إلى انهيار اقتصادي ووطني مخيف، وحينها سيرتفع الصوت الطائفي المجنون والجامح إلى الدماء أكثر، وهنا يقع المحظور لنترحم لحظتها على وطن اسمه لبنان!!
هذا الكلام والشرح والحوار والقلق نقل بحرفيته إلى الشخصية السعودية التي اقتنعت به، واتصلت على الفور بـ سعد طالبة منه عدم انتقاد أو التطاول على الرئيس تمام سلام في الفترة الراهنة، والعمل على عدم السماح لإعلامه ونوابه بالخوض في مثل هذه الأمور، فالوضع يتطلب الحذر والحيطة، والمحافظة على ما تبقى من مكاسب، وتأجيل أي معركة سياسية في لبنان حتى لا توصلنا إلى مواجهات في الشارع لا يتحملها لبنان ولا نتحملها نحن الأن!!
لا خلاف على ان سعد الحريري مصاب بداء الانزعاج من نجاح تمام سلام نوعاً ما في سياسة الانفتاح على الجميع بقدر ما يستطيع، ولا يخفي سعد قلقه من أن زعامته لم تعد كالسابق في شارعه، وربما هنا اقتنع بنصيحة زائره حينما قال له مبتسماً وعالماً بواقع البلد:" لا تخف على زعامتك من الخفوت فبمجرد تحريك الخطاب الطائفي والعنصري، وحادثة واحدة تغير الموقع، حينها ستجد أكثرهم وقوفاً معكم، و لن يفكر احدهم بسفرك وهجرتك والابتعاد عنهم وعدم تنفيذك لأي مشروع من المشاريع التي وعدت بها..."!!
يذكر ان العديد من ساسة البلاد يتحدثون في صالوناتهم عن قلق وانزعاج سعد من عنجهية وحسم وقرارات فؤاد السنيورة خلال ترأس هذا الأخير لاجتماعات تيار المستقبل، ولكيفية تناول الشأن العام اللبناني، ولكن نصائح عديدة وتحديداً من بعض مستشاريه طلبت من سعد عدم الخوض في هكذا مغامرة قد تقسم التيار، وقد تربكه أكثر، شارحة أهمية دور السنيورة حالياً وخاصة في موضوع سلسلة الرتب والرواتب، أملة ان يسوق حلها في القريب العاجل وتعطى كمبادرة خير قام بها سعد، أي ليدع السنيورة يخوض حروبه فيها إلى أن تستوي فيقطفها سعد، حينها يطل كفارس يمتطي حصانه الأبيض بعلم أزرق ويعلن نهاية السلسلة ايجابياً، وبذلك يقطف الوهج الشعبي الغائب عنه الأن!!
أما نجاح نهاد المشنوق في وزارة الداخلية، وانفتاحه غير المحدود على حزب الله و8 اذار، وصراحته الواضحة في كل خطواته المعلنة، ويليها صمت الوزير اشرف ريفي ومداراته من قبل السعودية بعناية فائقة وهادئة إلى حين اطلاق دوره الأوسع وهو الذي ينظر إلى النيابة وترأس مجلس الوزراء بعين الصقر الواثق ولا يخفيها...كلها أمو يراقبها سعد الحريري عن بعد، ولا يرغب بالبوح من مخاوفها حالياً فيكفيه ما يعانيه من انتشار بقعة ومساحة وارضية واجتماعات الزعيم البيروتي تمام سلام، وسياسة وشخصية وزعامة فؤاد السنيورة... سعد اعتقد ان السياسة والزعامة هي ملعبه فكانت النتائج على عكس ما هو يعتقد ويتمنى، وجاءت مخيبة لأماله وأمال مستشاريه وضيق صدر من يسمع ويستمع إلى قراراتهم وكلامهم وحزمهم في السعودية!!