جهاد أيوب / صفاء مسلماني تغيب عن "المنار" وتطل بجدارة
كاتب الموضوع
رسالة
tanios andraos
المدير العام
عدد المساهمات : 968
موضوع: جهاد أيوب / صفاء مسلماني تغيب عن "المنار" وتطل بجدارة السبت مارس 15, 2014 6:57 pm
إعلامية مجتهدة تحترم المشاهد وقيمة حضورها وعملها في زمن القحط
بقلم ||جهاد أيوب
حينما أطلت الإعلامية صفاء مسلماني بعد انقطاع وغياب غير مبرر عبر "المنار" في سهرة "رسول السماء" عن النبي عيسى المسيح - إخراج علاء علاء الدين - فرضت علينا الكتابة لأسباب كثيرة، منها أننا ومنذ زمن لم نستمتع بالحوارات العقلانية، والأسئلة المعدة والمفيدة التي يتطلبها فكرنا في زمن القحط الإنساني و الإيماني والوطني والهدر الإعلامي، وأيضاً بسبب الأخطاء الإخراجية في التقاط مشاهد غير مبررة، ولزحمة المشاركين من منشدين في الحلقة، ولقصر الوقت في سهرة موضوعها أكثر من مهم وجاذب...إلا أن الأحداث المتسارعة فرضت علينا أن نتخطى الحدث، وننتقل إلى السياسة وأوجاع الوطن ومتابعة الخوف على الوطن، ومع ذلك وجب علينا أن نكتب عن إعلامية مجتهدة ومتزنة في زمن القحط الإعلامي، ونسأل بثقة عن سبب تغييبها عن شاشة تحتاجها كـ"المنار" أو مبتعدة عن شاشة تبحث عن برامج ذات رسالة وغير هوجاء أو فضفاضة بفراغات الإعلام المفروض علينا والمنخور بالغباء والثرثرة؟ صفاء مسلماني لا تتسول كي تبقى في الصورة لأنها مجتهدة تتابع موهبتها بالعلم وبالبحث عن كتاب فكرة قضية جملة تخدم حضورها، وتساهم بهدوء من خلال المذياع أو الكاميرا بتقديم باقة من المسؤولية لكونها تعشق الإعلام المسؤول، وتسمح بأن تكون وردة في بستانه تعرف أن تستخدم شوكها إن شعرت بأن الشوك في مكانه!
هي ليست فارغة رغم أن الكاميرا تحبها ولا نزال كذلك، وليست متعرية ومتجملة وتضحك لمجرد الضحك المجاني، وهي ليست في كل ما قدمته وتقدمه وستقدمه مجرد دمية لا تعرف ماذا تفعل وما تسأل وكيف تقول، بل هي تعد، تقدم الرقي في حوار يشد روابط الكلمة لتصبح الجملة سهلة ومباشرة، تعطي مساحة للبوح، وتأخذ من الصمت أبلغ الردود، وتنتقل بذكاء ودقة وحساسية إلى محور أخر، لا تعتمد الحرب مع ضيوفها، ولا تستخف بهم، بل تحترم حجابها وفكرها والتزامها فتعمل على أن تكون إنسانة في الإعلام وليست مجرد إعلامية تبحث عن الشهرة، فيرتاح الضيف لفقراتها وبرامجها حتى لو اختلف مع خطها وسياسة المحطة التي تعمل فيها!!
لديها مقدرة واضحة وذكية في محاورة رجل الدين والشاعر والأديب والإعلامي والرياضي والسياسي والطفل والمجنون، ولا تخاف من الحدث والمفاجأة لكونها تعد فقراتها ولا تؤمن بالارتجال إلا إذا تطلب الحوار ذلك، والأهم ورغم شهرتها تحترم رأي المخرج، وتلتزم بحدود سياسة ومحاذير المحطة التي تعمل فيها، ولا تتكبر عليها رغم تجربتها وجهودها وسلاسة كلامها ومطالبها وشروطها الناعمة والصافية!!
صفاء مسلماني من أوائل الوجوه الإعلامية في "المنار" والإعلام المقاوم إلى جانب الغائبة فاطمة بري، صفاء نجحت خلف الكاميرا كما نجحت خلف المذياع، لم تتعقد من غيابها هنا فقد تكون قد عوضت هناك، ولم تخجل إن أطلت بسهرة بعد غياب عجيب وسجين بقرار غير مبرر، أو لربما كان غياب الصدفة ليس أكثر، المهم عند هذه الهاوية أن تنطق بسلامة، وتُعرب كلمتها بتقنية، وتستخدم جملتها بوضوح، وتزين حواراتها بمنفعة لمن يشاهد أو يسمع، هي في كل مرة مبتدئة ليس مهنياً بل خوفاً من رعبة المسؤولية، لكون الإطلالة عندها تحمل الكتاب الأفضل، وهذا الكتاب سيطلع عليه الأخر، من هنا أمثال هذه الإعلامية مغيب بتعمد عن فضائيات ووسائل إعلام الأخرين، ولكن يجب أن لا تغيب عن إعلام المقاومة أو الإعلام المسؤول، ولهذه الجملة في هذه الصفحة الكثير من المعاني والهمس و الإبر حتى لا نقول أكثر!!
حينما يصبح الإعلامي مع مرور الزمن تجربة يصبح قيمة، ومن لديه قيمه وتجربة يتواضع مع مرور الزمن، ويستمر في تواضعه إن عشق مهنته، ويفيد أكثر مما يستفيد، إلا أننا في إعلام العرب لا نعير أي اهتمام للخبرة أو التجربة، والمزاجية تتحكم في القرار، والواسطة تفرض الضعيف وتشل الجيد ويصل المعاق إلى المشاهد، ويحتل الفراغ الشاشات والمذياع والصفحات، ونأمل أن لا يصل هذا المرض إلى إعلام مسؤول لا يتحدى من أجل الخبر السبق بل يتحدى من أجل القيمة الهدف، ولا ينافس في برامج السذاجة والقمار والصراخ، بل ينافس باتزان من خلال وجوه تعرف ما لديها من فكر وبوح وموضوعية واتزان، ولا يستخف بالمرأة ويجعلها دمية و سلعة فارغة تضحك من أجل فتح الفم، أو يقدم الرجل كنصف رجل، بل إعلام يحترم المرأة والرجل والأسرة والكلمة واللغة والقضية...من هنا نطالبه هذا الإعلام أن يعرف أصول الاختيار، وأن يحافظ على إعلامية ليست سلعة اسمها صفاء مسلماني، وأمثالها قلة في الإعلام، ولكنهم ولكنهن هنا وهناك ومن حول هذا الإعلام المسؤول... فقط التنبه والبحث حينها سيجد الإعلام المسؤول ضالته!!
جهاد أيوب / صفاء مسلماني تغيب عن "المنار" وتطل بجدارة