ط
فلة مشاكسة سليطة اللسان بقلب طيب
رندا المر ...تجربة إعلامية تستحق الوقوف عندها بقلم |جهاد أيوب
تسمع عنها الكثير من الأخبار، وتحاول تطنيش ما سمعت ليعاود الحديث عنها فتركز وتسأل من هي؟
هي رندا المر...تسعى إلى التعرف إليها بعد أن وصلتك أخبارها في المجال الإعلامي، ولا تجد الكثير من الفرق فهي طفلة مشاكسة بامتياز، طيبة القلب رغم صراحة لسانها السليط حينما يوجب، تعرف حدودها في العمل لذلك تغوص بموادها وضيوفها ومن يعمل معها إلى حدود السهل ولكن الممتنع في متابعتها وحسمها وحزمها!!
لا تحب التنظير، ولا كثرة الكلام، يلفتها كل جديد في البوح والضيوف، تبحث عن أن لا تكون كلاسيكية في إعداد برامجها، وتؤمن برشاقة الفقرات، مخلصة في العمل كما هي مخلصة في خطها السياسي، لا يهمها إن توافقت معها أو جاريتها الرأي أو لم تؤمن بما هي عليه سياسياً، بل تعطي رأيها مباشرة وتنتظر ردك باحترام، وإن انزعجت منك تلتفت يميناً لتجد مساحة تبتعد إليها كي تكمل عملها، والأهم في هذا الزمن الأغبر أن هذه الرندا لا تعرف خيانة صديق، ولا تبحث عن المكاسب على حساب من معها ومن تعمل معهم، هي سيدة متزنة، وموظفة مجنونة، وفتاة مزاجية، وطفلة دائماً تبحث عن لعبتها وحينما تجدها تهديها إلى محب أو صديق زميل يحتاجها لتعاود البحث عن لعبة جديدة في مكان جديد، وإن ابتعدت عنها بسبب ظروف حياتية تجدها تتصل وتأخذ المبادرة في أن تبقى صديقها، والجميل في شخصيتها معرفتها الكاملة لهذا وذاك، وتدرك أن أحدهم يستغل نشاطها وأفكارها فلا تكترث ولا تثرثر رغم حجم المعلومات والفضائح التي تعرفها، ومن ثم تنطلق بعد تنهيدة تختزل الحدث كالصاروخ إلى عمل أخر، وكم من مرة تركت الاف الدولارات في محطات تلفزيونية حفاظاً على كرامتها وسمعتها ومهنتها ومهنيتها فقط لأن القائمين على البرنامج والمحطة لا يقدرون التجارب والحق والحقيقة، ولا يفقهون ألف باء الإعداد والإعلام والتقديم وما أكثرهم رغم شهرتهم!!
رندا المر ساندت عشرات الفنانين، وقدمتهم عبر حفلات وبرامج تليق بهم، حملت راية الفن اللبناني في كل برامجها، دافعت عن الراية اللبنانية بتعصب لذلك وقفت إلى دعم مؤسسات إعلامية من الإذاعة إلى التلفزيون بكل عزيمة، قدمت الأفكار فسرق بعضها، ساندت بطيب خاطر فغُدر بها فضحكت ولم يرف جفنها، أعادت الكرة دون الالتفات إلى الماضي، ومع كل تجربة تعتبر أنها بدأت من جديد، لذلك هي طفلة في العمل وفي الصداقة وفي التعامل وفي الحب والمحبة وفي الإخلاص!!
لم تتعب رندا من العمل في الإعلام، ولم تكترث لزمن جاهدت فيه فسرق أحدهم النجاح والأخر تسلف الحضور والبعض راقب واستفاد ونكر الجميل، هي هكذا عنيدة في حبها ومتواضعة مع من تحب، وصابرة في أن يكون المقبل أفضل، وغنية بما هي عليه، وربة منزل محافظة على زوج عشقته حتى الصبر، وأولاد أحبتهم إلى ما بعد الإخلاص، ومهنية إلى أبعد حدود العمل و الكلام، وصاحبة لسان من نار وماء، يحرق من يخطئ معها، ويروي من يفهمها ويصدق معها...
رندا المر لها رايات عالية لا تعرف الانكسار في الإعلام اللبناني، وقوية قوة الأطفال، وعنيفة عنف الطيور والنسور، ومسامحة كما تسامح الطبيعة الفصول وإن لم تسامح تكون واقفة على مفرق انتظار الأخر كي يبادر، ومشاكسة كما تشاكس المرأة العاشقة لعشيقها، وغنية بجرعات بركانية من المحبة، وقد لا يتعرف عليها الطرف الأخر لكونه خاف من لسانها السليط لكنه سيلتمسها من جراء صمته ومراقبة حركتها وطيب تواصلها...
رندا المر ملح البرامج، ونكهة الإعداد، وصوت الرأي، وفاكهة الصداقة، وعنبر الأمومة، وورق الحب، وقصيدة المحبة، ووضوح الصورة لذلك تستحقين أن نتعلم منها دائماً!!