نرثيك ياقدس! قد سبّح الليل بقسمات السراحين كي تكبر الأنواء تحت قميص الهوان تدق طبول الجمر هاتفة في آذان الأقصى وسوريا يؤججها اللظى عاجزة عن تطهير بردى من شطحات الشيطان
تتأرجحين يا قدس! بأراجيح الانتظار بلا حدود على ضفاف الأفق عتمات تفْضي بالأسرار والأسرى داخل الأسوار تلهج بالفتوح حاملة مشعل الإصرار
يا قدس! كيف نزيّن دمنا بنذور العجائز؟ وكيف نعلّق جراحنا على جنائز المنابر؟ في حين يكبر الوهم كالشتائل ونحلم بالمروج والجنائن وعودة الزيتون والليمون وزعتر بلادي والحصاد
تبرعمت في مزن الشمس ضفائر الحرائق لتنساب بفلسطين تتدفق ودخانها جداول تتسرب في التربة الزكية وتنمو جدائلها أزهارا ونسائم
ما جدوى الرثاء؟ فالسادة جَهدهم حراسة والأمان لهم هم والضمان لتاريخ الكرسي والسلام
هوايتهم السير في جنازات الأزهار واصطياد ومضات الأنوار فلا حياة لها إلا في الظلال كخفافيش الظلام
ما جدوى الرثاء؟ الثكلى تقرع أجراس العتاب تتجرع كؤوس الفتور في صمت القبور رابضة بين الخناجر والديجور
ما جدوى الرثاء؟ ياقدس والأوطان يعتامها بلاء تناجي ولا مجيب وتحمل ورودا بيضاء رشقات السواد تلوث الياسمين وهي تسأل بدمائها عن قبلة الإسراء! -