غزو اليمن أو شن «إسرائيل» الحرب على لبنان
إعلامي كويتي: نكسة سعودية وهزيمة لإعلامها وللفتنة المذهبية
بقلم|| جهاد أيوب
«لقد تعرّضت السعودية إلى نكسة كبرى في دبلوماسيتها وسياستها ومصيرها، وإلى هزيمة في إعلامها المملوك والمرتزق الذي تنفق عليه ما يعادل موازنة جيشها، وذلك جرّاء الحرب الهمجية التي قامت بها ضد اليمن، لا بل ظهرت غائبة عن الوعي بعد أن أُعلن وقف الغزو من العاصمة الإيرانية، في حين كان مندوب أو سفير السعودية في الأمم المتحدة يتحدث من واشنطن عن شروط جديدة وعن استمرار الغزو ووصوله إلى خطوات حاسمة قد تكون برية، وفي الجانب الآخر من المملكة يُعلن أنّ متعب وحرسه يستعدان لخوض الحرب البرية». هذا ما أكده لـ»البناء» إعلامي كويتي كبير كان قد شارك في مؤتمر دول مجلس التعاون الخليجي الأخير والقمة العربية التي انعقدت في مصر.
وأضاف أن «السعودية في القمتين وعدت بالنصر خلال عشرة أيام، وأن بنك الأهداف سيكون مراكز عسكرية حوثية بالدرجة الأولى، ومن أجل إقناع الدول العربية للموافقة على شنّ العدوان، حسمت بأنّ أميركا هي التي شجعت على خوض المعركة، علماً أنّ بعض دول الخليج من خلال وزراء الخارجية وبعيداً من الإعلام نصحت بعدم خوض غمار هذه الحرب، ولكن السعودية في كل الاجتماعات كانت كالثور الهائج تبرر أن الاتفاق الأميركي الإيراني لا يسقط إلا بحرب في المنطقة إما نخوضها نحن على اليمن أو تقوم بها «إسرائيل» على حزب الله ومناطق الشيعة في لبنان».
وأشار المصدر الإعلامي إلى أن غالبية الدول التي شاركت في هذه الحرب شاركت على مضض بخاصة الكويت ومصر، منطلقة من أن تداعياتها ستكون سلبية على جميع دول الخليج، وأنها ستوجد شرخاً كبيراً في نفوس اليمنيين على أهل الخليج بالدرجة الأولى ومن ثم على الدول الأخرى التي شاركت، وبما أن العدوان كان على أماكن سكنية وشعبية ومدارس ومستشفيات فقد كشف حقيقة الغزو الحاقد، وحصدت السعودية جراء فعلتها حقداً لا ينتهي بسهولة خصوصاً أن نظام آل سعودي كان قبل الغزو يتعامل بعنصرية وبسخرية وباستخفاف مع العمال والمواطنين اليمنين.
وأضاف المصدر أن «الفشل السعودي جاء على أكثر من صعيد أهمها أن المملكة فشلت في استمرار إحداث الشرخ الشعبي الذي كان قبل الغزو، والنتيجة أن القيادات اليمنية بمختلف أطيافها وطوائفها والعديد من زعامات القبائل استمرت في الحوار تحت نيران الحرب، ووضعت مصالح اليمن في تصديها للغزو السعودي كأولوية بعيداً من أي مصلحة سياسية داخلية، بعد أن شهدت دماء أطفال اليمن وشيوخه تسكب برخص عمداً، والبنى التحتية تدمر قصداً، كما أن الاعتماد على مشروع الفتنة السنية ـ الشيعية في اليمن فشل، والشعب اليمني أظهر وحدة تسجل له، وهذه الفتنة السنية ـ الشيعية دعمتها السعودية منذ انتصار الثورة الإيرانية وانتهاء حكم الشاه، وزرعتها في لبنان بشكل مخيف، ووزعتها على مساجد دول مجلس التعاون بدبلوماسية مكر الشيطان من خلال طبعها لكتيبات تتحدث عن تكفير الشيعة وإجازة ذبحهم وعدم التعامل معهم لنجاستهم، مستندة إلى فتوى من رجال دين سعوديين وابن تيمية، ومن أجل عدم معرفة من يقوم بهذا الفعل الماكر رمت الكتيبات على جوانب الطرقات وفي الأحياء الشعبية وأمام أبواب المساجد والمنازل والصحف، وقد انتشرت هذه الظاهرة في الكويت بعد الغزو العراقي بشكل لافت ومخيف ما اضطر جريدة «القبس» آنذاك لأن تخوض حملة شرسة ضد هذه التصرفات الخبيثة وأوصلتها إلى مجلس الوزراء».
وأضاف: «كما أنه قبل الغزو كان الحوثي في الشمال وبعض الجنوب، وخلال عاصفة الحزم سيطر الحوثي والجيش واللجان الشعبية على 85 في المئة من جنوب اليمن، وهذا أكبر دليل على فشل السعودية مهما ادعت بعض وسائل إعلامها النصر وتحقيق الأهداف، ويا ليتها تشير لنا إلى الأهداف التي حققت غير دعمها المفضوح للقاعدة وزمر الإصلاح، وأن السعودية لم تعد وسيطاً بل طرفاً عدوانياً غازياً، والأموال التي وزعتها في أكثر من اتجاه لم تحقق أهدافها كما كانت تعتقد، لا بل تعرّت الأموال السعودية وشكلت فضيحة جديدة قد لا تكترث لها المملكة لأنها تعتبر المال سلاحاً فتاكاً في استمرار وجودها، ولكن الرأي العام الغربي قد يقف عند هذه المسألة بدهشة وباتهام مباشر لها في دعم «القاعدة» و»داعش» وكل الأصولية السنية في العالم… هذه الأموال أصيبت بغيبوبة الفعل بعد أن رفضت باكستان ومصر والأردن المشاركة في الغزو البري».
واختتم المصدر الإعلامي الكويت كلامه بالقول: «وقف همجية الحزم السعودي على اليمن بهذه الطريقة أكبر دليل على فشل العدوان، وسنشهد حراكاً دولياً ضمن توازن تداعيات المنطقة في القريب العاجل ولن يصبّ في مصلحة السعودية، وإن أخذها اليمن إلى بيت الطاعة قد سقط كلياً مهما راهنت المملكة على بعض القبائل اليمنية الجنوبية التي غيرت طائفتها السنية إلى الوهابية بفضل المال، ومن أخطر انعكاسات الفشل السعودي في اليمن ستظهر عبر ضعف إمكانات زمرها في سورية ولبنان في القريب العاجل، وستسقط بطريقة سهلة مهما حاولت بعد هزيمة العقل السعودي وفعل حقده في اليمن أن تكثر من عملياتها الانتحارية وتنفيذها اغتيالات بعض الرموز الوطنية وصنعها للفوضى الأمنية».