جهاد أيوب / هكذا صالحت الأسطورة صباح الرئيس كميل شمعون مع العميد ريمون اده وميشال الخوري

المدير العام عدد المساهمات : 968

خلافهم السياسي وصل إلى الصحف والمناصرين
· هذه بعض صداقات الشحرورة مع الملوك والامراء والرؤساء والفنانين والفقراء!!
· منهم من احاكت معهم قصص غرامية أو وقعوا بعشقها وأخرون بلسمت جراحهم!!

جهاد أيوب / هكذا صالحت الأسطورة صباح الرئيس كميل شمعون مع العميد ريمون اده وميشال الخوري 1467465_10202779459112519_1268262455_n

جهاد أيوب / هكذا صالحت الأسطورة صباح الرئيس كميل شمعون مع العميد ريمون اده وميشال الخوري 1467465_10202779459112519_1268262455_n

بقلم | جهاد أيوب

Jihadayoub55@gmail.com

ساسة لبنان الأوائل يختلفون كلياً عن ساسة هذا الزمان بكل فصوله...ورغم عدم قناعاتنا بخطهم السياسي أو تعصب البعض لهم لكننا نحترم خصوماتهم قبل تصالحهم مع هذا وذاك وتحالفاتهم، كانوا ينتمون إلى وطن جديد يفسرونه كما يحلمون، بينما ساسة اليوم ينتمون إلى أوطان لا علاقة لها بوطنهم إلا من خلال الشركة المالية التي تملي خزاناتهم بالمال المسروق من تعب أبناء الوطن وشعوبه، ساسة يركضون خلف رايات الطائفية كي يؤمنون الكراسي والزعامة والنيابة والوزارة المشبعة بدماء الغلابة!!

لا نقول أن ساسة ذاك الزمان لا ينتمون إلى طوائفهم ولكنهم ليسوا حراسها، ولا يحرضون عليها، تجد في مكاتبهم ووزاراتهم ونياباتهم من كل الطوائف، اليوم لكل زعيم حاشيته من أبناء جلدته، والوزارات قسمت على قياس الطائفة، رئيس الجمهورية يكثر من حوله أبناء جلدته ولكن، والمجلس النيابي أغلبه من طائفة رئيسه ولكن، ومجلس الوزراء بمجمله من الباب إلى الطربوش من طائفة الرئيس وإذا سرق من يعمل معه لا يسمح بمعاقبته، وإذا زور البوجي يسكر "بجوق" العدالة لأجل ابن طائفته ولكن!!

بعض ساسة ذاك الزمان كان يسرق بعض الالاف من خزانة الدولة ويتقاسمها مع الجميع، وساسة هذا الزمان منذ ظهور الراحل رفيق الحريري سرقوا كل البلد ومن هم خارج البلد ولا يعرفون القسمة فيها، ودخلوا مخادع وبرادات وغسالات وخزانات الشعب اللبناني وخطفوا طعامه من معدته حتى غابت غرفة الموني " غرفة ابتكرها اللبناني كي يضع فيها مونته من مختلف الطعام ليعود إليها وقت الشدة... اليوم لا أحد يعرف عنها أي معلومة"، وساسة هذا الزمن لا يقبل بسرقة الألاف بل سرقة المليارات تعني له حركة عادية في شركة سوق الوطن التجارية، وساسة ذاك الزمان علموا أولادهم بغالبهم في لبنان بينما ساسة الزمن المر لا علاقة لأولادهم بلبنان ومدارسه إلا من خلال استعادة زعامة بنيت على الدم والنهب، ورعاية الغنم البشري اللبناني والسماح للذئب باغتصاب ما طاب له!!

خلافات ذاك الزمن كانت جميلة فيها تربية وتهذيب ووفاء للخصم، لم يستخدم ساستنا الأوائل هذه المفردات الوقحة والحيوانية المعاصرة في قاموس ساسة الموت اللبناني، ولم يجعلوا من الإعلام بوقاً عنصرياً وطائفياً وتخوينيناً ومجرماً كما حاصل اليوم وتحديداً اعلام ممول من دول عربية لا حرية وإعلام فيها وغربية لا تحترمنا، ويدور إعلامنا بفلكها كلياً ولا تعنيه الاسرة اللبنانية، بل هي مجرد حاشية تتناكح وتتكاثر وتنزل أولادها العاطل عن العلم والعمل والمعطل لفكره إلى الشارع ليرمي قنبلة على الجيش من أجل 10 $ أو يفجر نفسه بحجة نكاح الحوريات، أو يرغب بالذهاب مع التكفيريين لأجل جهاد النكاح والنوم مع الغلمان!!

حتى أهل الفن آنذاك كانت خصوماتهم راقية، وتشبه أهل الساسة بفارق أن الفن يسعد الناس والساسة تفرقهم، وفيه زعامات متفردة ومنفردة كزعامة أم كلثوم وعبد الوهاب وصباح والأخوين رحباني...وللحق وجب القول أن صباح صنعت زمانها الجميل فجملت زمان الأخرين، كان لها علاقات كثيرة مع الساسة من ملوك وامراء وفقراء وحكام، تواصلت مع الجميع منهم من احاكت معهم قصص غرامية، ومنهم من وقع بعشقها، وأخرون بلسمت من خلالهم جراح العوز والحاجة ممن طلب منها المساعدة، وبالنهاية اسعدت الجميع، صباح تقاسمت السلطة مع زعامات ذاك الزمن بعيداً عن الغرور، ودون أن تقتل أو تجرح...لا تزال صدى صداقاتها تلك تكتب كلما ذكرنا الرئيس جمال عبد الناصر( الشحرورة الوحيدة التي اختلت بها زوجة ناصر اكثر من نصف ساعة حينما ذهبت للعزاء به عام 1970 )، والملك حسين الهاشمي ( صباح اسمت ابنه الأمير علي)، والقائد حافظ الأسد( اتصل بها حينما هاجمتها بعض الصحافة العربية لكونها غنت" ع البساطة" معتبراً أن هذه أغنية اشتراكية شعبية تشجع على الزواج، ولم يرفض لها أي طلب، ومنع عنها عقد البعض بعد ان اتهموها بكرهها للعرب، وعرض عليها الجنسية السورية)،وفخامة الرئيس كميل شمعون ( كان يزورها في منزلها كلما طلبت منه أي خدمة لغيرها وليست لها، قائلا:" أمثالك لا يقف أمام مكاتب رجالات الدولة، بل الدولة تزورهم وتنفذ مطالبهم")، وملوك وامراء عرب نفذوا طلباتها من أجل حياة كريمة وطبابة لبعض الفنانين، ولا زلت أذكر ابن أمير خليجي أخبرني أن والده كان يذهب للعمل إلى ديوانيته يومياً برفقة صوت صباح، وذات مرة لم يجد الكاسيت في السيارة فعاقب السائق واعاده مسافة ساعة ليجلب الكاسيت، ناهيك عن صداقاتها مع كبار اهل الفن فعبد الوهاب أصر أن تحي حفلات زفاف أبنائه منفردة لأنها كما كان يقول كريمة لا تربحنا الجميل ولا تثرثر ولا تدعي ذلك، والكل يحبها ويحب فنها، وأم كلثوم قالت: "الوحيدة التي تنافسني جماهيرياً هي صباح، وصباح وفايزة أحمد مخارج حروفهما سليمة وواضحة، وأنا كنت أتصل بها لأخبرها أن هنالك من يحبها أكثر مني"، وفريد الأطرش وضع صورتها قرب قلبه حتى مماته لأكثر من 30 سنة، معتبراً أنها تجلب له الحظ...

لدينا عشرات الانتقادات على زعامات ذاك الزمان، ولا نتفق معهم في سياساتهم إلى الأن، ولكننا نقدر ما قاموا به في تلك المرحلة، ومع كل خصام، نعم خصوماتهم كانت تحل بلقاء فيه الطيب والجمال والدلال والصفاء والمصارحة، وهذا دليلي على صحة ما أقول:
كميل شمعون ( 3 ابريل 1900 – 7 اغسطس 1987) الرئيس الثاني للجمهورية اللبنانية بعد الاستقلال، انتخب سنة 1952 بعد استقالة بشارة الخوري، شهد نهاية عهده اضطرابات عرفت بأحداث 1958 لكونه أراد تجديد فترة ولايته الرئاسية إلا انه جوبه برفض من بعض القوى اللبنانية التي كانت ترفض سياسته، وفي عهده بنيت المدينة الرياضي في المنطقة، وانطلقت مهرجانات بعلبك الدولية كأول مهرجان عالمي عربي، ودعم المطار وبنيانه وتوسيعه، وكان يتدخل لمصالحة الطوائف والعائلات والنواب والزعامات.

الزعيم ريمون إميل إده ( 10 مايو 1913 مواليد الإسكندرية) محام، هو ابن الرئيس إميل إده كان رئيساً للبنان قبل الاستقلال بالفترة ما بين 1936 1941 - ، وانتخب خلفاً له كعميد لحزب الكتلة الوطنية عام 1949، وقدم عدة اقتراحات أصبحت قوانيناً من أهمها قانون السرية المصرفية والابنية الفخمة والحساب المصرفي المشترك وقانون من اين لك هذا؟.
خليل الخوري نجل الرئيس بشارة الخوري همه أن يحصل على زعامة والده....كان الخصام على أشده بين ريمون وميشال ضد الرئيس كميل، ووصل إلى الصحف والمناصرين، وبدأت المؤتمرات واللقاءات والاتصالات لتزيد حدة الخصام السياسي فقط السياسي، أما الشارع فلا تشوبه شائبة، والشغل ماشي والبلد ماشي!!

وصل الخبر إلى السيدة مي عريضي "رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك، وقريبة وصديقة زوجة الرئيس شمعون السيدة زلفا"، انزعجت من حدة الخلاف وقررت أن تصالحهم، اتصلت بالسيدة الأسطورة صباح حيث تسكن مي في عمارتها، وسألتها: " هل تحضرين سهرة تقام اليوم عندي، ويكون فيها كميل وريمون وميشال؟"... فردت صباح بالموافقة طالبة أن تكون السهرة بأسرع ما يمكن حتى ينتهي الخلاف الحاصل بينهم، فصباح مواطنة تعلم ما يحدث في الوطن، وسرعة بديهيتها فائقة، وافقت دون تردد على سهرة مفاجئة، واعتذرت عن موعد من أجل سهرة الكبار، والكبار يصالحون الكبار!!

حضر الضيوف وكل يفتقد إلى الابتسامة، وجلس هذا في زاوية وذاك في زاوية والصمت يخيم على المكان...اتصلت مي بالأسطورة لتخبرها أنهم وصلوا ... دقائق رن جرس المنزل فأطلت صباح التي تحترم مواعيدها جداً، ضاحكة ومبتسمة بأناقة عصرية نادرة يفوح منها العطر الباريسي الرائع، حضورها أحدث جلبة وتصفيقاً فصباح دخلت مرتدية الفستان القصير مزيناً بحذاء الجزمة السوداء الصرعة حيث يصل ويغطي جلدها إلى ما فوق ركبة صباح...وقف الحضور ليستقبلوا صباح فصاحت الأسطورة من على الباب بموال للرئيس شمعون وأخر للزعيم إده وأخر للشاب ميشال مع ضحكة رنانة من ذهب الوطن وأرض الطيب...وبسرعة البرق عبر الحضور عن اعجابهم بصباح وبما صاحت به، تناسوا خلافاتهم، وتصالحوا في جلسة ذكية من مي، وحضور ثاقب ومعطر بعبق المجد والصوت الصداح والأناقة التي تذيب الجليد من صباح، وبالطعام اللبناني النظيف، وبالزعامات المشاكسة لكنها تنتمي إلى الوطن...

طالت السهرة (ملاحظة لا يد منها:كانت الكهرباء آنذاك لا تعرف الانقطاع)، وتنقلت صباح في حديثها من ضيف إلى اخر، قاطعوها بتطفل من أجل معرفة أخر اخبارها، وغازلتهم بالحديث عن خصوماتهم السياسية...يومها قال شمعون: " في لبنان خصومات سياسية ولا وجود لخصومات شخصية"!!

هكذا تم صلح زعامات ننتقدها ولا نجد لها المثيل في زعامات هذا الزمن الأجرب!!

جهاد أيوب / هكذا صالحت الأسطورة صباح الرئيس كميل شمعون مع العميد ريمون اده وميشال الخوري 1462945_10202779462352600_638117134_n

جهاد أيوب / هكذا صالحت الأسطورة صباح الرئيس كميل شمعون مع العميد ريمون اده وميشال الخوري 1467224_10202779470672808_1159400836_n

جهاد أيوب / هكذا صالحت الأسطورة صباح الرئيس كميل شمعون مع العميد ريمون اده وميشال الخوري 374533_10202779481753085_1902419795_n

جهاد أيوب / هكذا صالحت الأسطورة صباح الرئيس كميل شمعون مع العميد ريمون اده وميشال الخوري 1479549_10202779485033167_1482476161_n

جهاد أيوب / هكذا صالحت الأسطورة صباح الرئيس كميل شمعون مع العميد ريمون اده وميشال الخوري 1452360_10202779492673358_663227322_n