إلى أمي -بقلم طانيوس أندراوس

كلمة تحمل كتلة لا حدود لها من معاني الحب والحنان والعطف، كلمة لا تعرف حدود الحرمان، لا نمل جميعا من تكرارها (أمي).

الأم مدرسة إذا أعدتها.......أعدت شعبا طيب الاعراق.

صدق القائل في قوله هذا,وحتى مهما قيل عنها فلن نوفيها حقها أبدا,فالأم ليست مدرسة فقط بل العالم باجمعه ,فهي وراء كل تقدم ,فالجنة تحت أقدام الأمهات.. فقد تعلمنا منها أسس الحياة..

هي كنز مدفون في صدورنا..
هي البلسم الشافي لجروحنا والمخفف لآلامنا..
هي شمس الحياة التي تضيء ظلام أيامنا وتدفئ برودة مشاعرنا.
فقد وهبت كل حياتها وكل حنانها وكل محبتها دون مقابل.
هي نبع الماء المصفى الذى ارتوى منه حين تجف مشاعري..
فمهما كبرت ومهما علا شأني وحين أنظر إلى أمي أعود طفلاً صغيراً....
,لاق. مع كل سنة من فصل الربيع ومع أريج الأزهار وروعة الطبيعة بألوانها الخلابة التي تبدو وكأنها لوحة فنية رسمت بريشة فنان مرهف الإحساس ماهر في إختيار ألوانه.
يأتي عيدك يا أمي..
أنحني أماك تحية إجلالٍ ومحبة لما قدمته لي من تضحيات وسهر في الليالي.
أنحني لك لأكفّر عن ذنوبي مما عانيتي بسببي.
آهات ...وآهات ...وكم من الآهات قلتي..
عذراً أمي... فقد فكنت السبب لآهاتكِ..
عذراً أمي ...
فكم كنت حملاً ثقبيلاً عليكِ طيلة تسعة أشهرٍ..
عذراً أمي.. فكم كنت قاسياً عليكِ.
عذراً...عذراً...عذراً.

رغم كل المصاعب.
رغم كل الآلام..
كنت تتحملين... وتتحملين ...
يوماً بعد يوم شهراً بعد شهر.
وإلى آخر يوم ..
فلم تيأسي ولم تملّي ..
بقيتي صامدة متماسكة .. تنتظرينني بفارغ الصبر..
ورغم كل ذلك .. سررت بي عند ولادتي ، فحضنتني بين ذراعيكِ ، خائفة عليّ من نسمة هواء،
فقدمت لي الدفء والحنان ...
فكم سهرتِ ليالٍ وليالي حتى أصبح ما أصبحت به الآن .
خجول منك يا أمي...
فأنا لا أستحق منك كل هذا العذاب..
سامحيني...