" أمنا رويحة الجنة" بطولة سعاد عبدالله ومن اخراج محمد القفاص، نستطيع القول أننا أمام مبالغات لقصص هندية وتجميع وجوه لا يربطها أي رابط  في عمل مفكك غير مقنع، والغريب أن فنانة بوزن سعاد العبدالله تقع في هذه التجربة المتواضعة فنياً رغم قلقها وحساسية موافقتها على أي عمل تقدم على تنفيذه، وهذا العمل يضرها ولا يضيف إليها، سعاد ليست فنانة عادية بل قيمة لذلك الخطأ بعد هذا العمر الفني ممنوع .. العمل احتضن العديد من الوجوه الشابة، و كانت تتطلب دقة في الاختيار، أما مشاركة الشاب الموهوب موسيقاُ بشار الشطي لم تكن موفقة، يحتاج هذا الموهوب إلى كثير من الدورات في التمثيل وتحديدا في استخدام الصوت كي يصبح النطق لديه واضحاً، أما الإخراج فلم يوفق لأن الرؤية مفقودة، وترك الممثل على سجيته وقلما حركه أو وجهه، وباعتقادي لم يتصرف بالنص وتعامل معه بجمود دون تفاصيل التصوير وما يفيد الحوار وهذا خطأ كبير في عالم الإخراج!
"سيلفي" ناصر القصبي كوميدي سعودي اقتحم المنافسة من خلال سياسة تسويق محاربة الفكر التكفيري وداعش في حلقاته الاولى، وحقق نسبة عالية من المتابعة العربية، إضافة إلى النجاح الفني الكبير، عمل ساهم بإنقاذ الدراما السعودية، وقدم جرأة في تناول احداث مرحلة تعانيها منطقة الخليج أكثر من غيرها على صعيد التركيبة الاجتماعية والدينية، وهذا العمل سبب لناصر التهديد بالقتل من قبل الزمر التكفيرية!

عادل امام مرهق ومرض الاستنساخ
يصر النجم المصري عادل امام أن يكون الزعيم الأوحد، والبطل الجبار الذي لا يقهر و يفقه في كل الأمور، وها هو يعود في "أستاذ ورئيس قسم" متطرقاً لثورة 30 يونيو والصراع السياسي القائم بسذاجة واستغباء ذاكرة المصريين مع إصرار البطل بالسخرية من التيار اليساري، والغريب أنه يتحدث عن الوطنية المصرية ومن خلفه صورة الرئيس السابق حسني مبارك مع كل اللغط والانقسام المصري من حوله...العمل بطولة مطلقة ولا حدود لها وتكرار حتى المعضلة في أداء عادل امام الذي يقدم أوراق اعتزاله مع تمرير بعض المشاهد  لممثلين أخرين دورهم مهمشاً أمثال نجوى إبراهيم وهيثم أحمد زكي وأحمد بدير، وتجميع أو تأليف لا فرق يوسف معاطي وإخراج وائل إحسان الذي على ما يبدو نفذ تطلعات عادل إمام فقط.. العمل لا يتحمل النقد، وعادل لا يمثل بقدر ما يغرق بالتنظير وبحركات ايمائية أصبحت مألوفة لا علاقة لها بالدور، أصلاً لا وجود لشخصية درامية  في العمل بل يوجد عادل امام...في حال عدم تمكن بعض النجوم من قراءة واقعهم ووجودهم وشيخوختهم لتقديم ما يناسب المرحلة التي وصلوا إليها عليهم بالاعتزال.
"الف ليلة وليلة" للمخرج رؤوف عبد العزيز والمؤلف ناير، بطولة شريف منير ونيقول سابا، وقيس شيخ نجيب، ونسرين طافش، الإنتاج الكبير لا ينقذ الاستنساخ العبيط، هذا أفضل وصف لعمل يقع في عقدة السينما الغربية دون الولوج بفهمها وبالتقنية العالية التي تتمتع بها، ووصلت الأمور عند المخرج أن ينفذ مشاهد مستنسخة من أعمال غربية مشابهة دون دراية ليقع في المقارنة التي تجاهلت عمله وجعلته راسباً في مدرسة الإخراج، أما أداء ابطال العمل فكل يغني على ليلاه!!

" العهد"  بطولة صبا مبارك، وغادة عادل، وشيرين رضا، وأسير ياسين، وكندة علوش، وسلوى خطاب، العمل مسرحي لا علاقة له بتطورات الزمن والكاميرا في لعبة الدراما التلفزيونية، ديكور مضحك يعيدنا إلى زمن الأبيض والأسود والخدع الطبيعية التي لا تلتقطها الكاميرا آنذاك، هذا العمل لا يصلح لأن يشاهد أو يقدم عبر أي شاشة!!
"طريقي" تأليف تامر حبيب وإخراج محمد شاكر وبطولة سوسن بدر ومحمود الجندي وباسل خاط، واطلالة أولى للمغنية شيرين.. القصة ناعمة مشغولة كثيراً ومع ذلك استطاع الكاتب أن يقدمها ببساطة تحسب له، وساعده المخرج الكلاسكي في كل مشاهده لذلك لم يوفق في تحريك شيرين، تركها على سجيتها فأفقدها تجربة الكل ينتظرها، شيرين لم تكن مقنعة ولم تكن مرفوضة، مع الأيام إذا وجدت المخرج الذي يشتغل على نجومه ستكتشف الكثير من مفرداتها التمثيلية، المهم أن تبعد عن ذهنها تجربة شادية وصباح وليلى مراد وتصر على أن تكون هي في التمثيل، وباسل خاط أثرى العمل وقدم دوره بنضوج، وهو نجم العمل دون منازع.

"بعد البداية" تأليف سمير عاطف وإخراج خالد موسى، وبطولة فاروق الفيشاوي ومحمود الجندي وروجينا وطارق لطفي وخالد سليم، العمل انقذ الدراما المصرة واعادنا إلى أيام نجاحاتها سابقاً بعيداً عن الادعاءات الفارغة، عمل استحق المتابعة، وكل فرد فيه قدم تجربة مميزة، عابه السرد الحواري والتطويل في الوصول إلى حدث.
"مريم" تلعب هيفا وهبي تجربة تزيدها اصراراً على متابعة التمثيل، تصاب بحالة نفسية تفقدها النطق فترسم الشخصية بذكاء وعفوية، هيفا تغامر وتنجح، وبالتأكيد ستترك مع الأيام الغناء الذي لا تجيده وتتفرغ لفن التمثيل الذي تجيده وتنافس فيه، والفنان خالد النبوي من الفنانين المجتهدين يقدم أكثر مما يطلب منه... العمل متواضع إخراجياً والنص فيه الكثر من الشوائب المملة وباعتقادي نجومية هيفا واللغط الإعلامي من حولها وتطفل البعض في معرفة ماذا تفعل هو الذي فرض متابعة المسلسل.

"يا أنا يا انتي" تأليف فتحي الجندي، وإخراج ياسر زايد، بطولة سمية الخشاب، وفيفي عبدو، ومحمود الجندي، العمل تائه ما بين الكوميديا وتراجيديا، غير واضح في معالمه الفنية، فيه كم من الصراخ المزعج، ورغم أن فيفي تلعب ما عودتنا عليه في كل اعمالها إلا ان سمية كانت في أفضل حالاتها ومع ذلك لا يعتبر العمل منافسا لأي عمل أخر.