عندما اغادر مدينتك
إذكرني
وأسال عني مصباح الطريق وبائع السجائر
والدراويش الذين يكتبون إسمي
مياه الهواء
وإسال عني سيدة المطر وصرخة القدر والضجر
والتجار والبوابين والشعراء
ودعني
أستأذن الشوارع والبيت الفارغ وعيون البشر
الفقراء
ودعني أستأذن من تلك الموسيقى
والأغنية البيضاء
المسكينه المقطبة الوجه النحيلة الشاحبة
التي سوف تنتظرني
على طاولة العشاء
وهي تغني فوق شجر الليل وفي نهاية المساء
أريد قلباً اريد قلباً اريد قلبا ً
قل لي كيف
ستصفح عني يوماً كلماتها الخضراء
لو اشتريت لها ألف تمرة من بستان النخيل
ولوح الشكولا والحساء
إن أنا كتبت
بأنَّ الرحيل يبدو سخيفاً للعشاق النساء
الأغبياء
وإن كنت أنا أحدثها على مَرْ الدقائق والثواني
عن قوانين الاماني
والبقاء والسماحة والوفاء
والأنا الرائعه الرافضة الإختفاء
وبين ذراعيها أنتهي بالإرتماء
وكيف أتجنب ضجيج جيش الحزن المتحدث
عني وعنك حول حافة البحيرة الصفراء
قل لي قل لي
ما الذي تبقَّى
وأنا وأنت في مدن المآذن والكنائس
عزاء الاوفياء
والهدوء الذهبي
التي تتمتََّع به السماء
بعد رفض عبير النبيذ
والاغنيات والمدفأة الحمراء
وبعد رفض الحبر والورق والكلمات
والقبلات
تلك التي تنكرها عليها والاشياء
كل شيء ينتهي
فالروح ليس لها داراً
والجسد ليس له داراً ثقيل العين
والرأس
داخل الفكر واليأس والمنفضة والتاريخ
والكأس